نام کتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) نویسنده : آل فقيه العاملي، ناجي طالب جلد : 1 صفحه : 804
دخول عَمْرو ، سواءً علمنا ببقاء
عَمْرو ـ على فرض دخوله ـ أو شككنا في خروجه ، وقد ذهب بعضهم إلى القول بصحّة
جريان استصحاب بقاء الإنسان بنظر العرف .
إذن القِسمُ الثاني هو أن يكون
الشك في أصل حدوث فردٍ ـ كعَمْرو ـ مسبِّبٍ للشكّ في بقاء الكُلّي ، فإنّ الشكّ هو
في أصل دخول عَمْرو ، سواءً شككنا في خروجه أو علمنا بـبقائه في المسجد على فرض
دخوله .
وقد قيل بصحّة جريان الإستصحاب في
هذه الحالة إذا كان للجامع أثرٌ شرعي ، ويسمَّى في كلماتهم بالقسم الثاني
من استصحاب الكُلّي .
منها : أنّ نظر الناذِرِ من
(إنسان) هنا هو الخارج وهو بعضُ المصاديق ، وليس عنوان الإنسان ككلّي ذهني ، فإذا
نظرنا إلى الخارج لقلنا بأنه لا يقين عندنا بأصل دخول عَمْرو ، وزيدٌ الآن خارجَ
المسجد ، فالركنُ
الأوّلُ منـتـفٍ قطعاً ، لأننا نشكّ في أصل دخول عمرو ، ولذلك لا يجري استصحاب
بقاء عمرو .
فإن قلتَ : إنّ المستصحَب هنا
هو (كلّيّ الإنسان) وليس النظر إلى خصوص عَمْرو أصلاً ، وكلّي الإنسان متيقّنٌ
حدوثاً ، فبذلك
يَتمّ الركنُ الأوّل .
قلتُ : المراد من (الإنسان)
في مثال النذر السالف الذكر هو مصاديقه ، وليس الكلّي الطبـيعي الموجود في الذهن ،
فإذا كان نظرك إلى مصاديق العنوان فإنـنا نـنـتقل إذن إلى المصاديق فنقول بأنـنا
نشكّ في أصل دخول عَمرو .
ومنها : أنّ الركن
الثاني منـتـفٍ
، إذ لا شك في البقاء ، إذ دخول عَمْرو مشكوكُ الحدوث أصلاً ، فلا نصلُ إلى
مرحلة الشكّ في بقاء عَمْرو ، وزيدٌ الآن خارجَ المسجد قطعاً ، فأين الشكّ في بقاء
جامع الإنسان ؟!
وبتعبـير آخر : إنّ الوجود القصير
للكُلّي ـ وهو وجود زيد ـ لا يُحتمَلُ بقاؤه ، لأنه الآن خارج المسجد ، والوجودُ
الطويل له ـ المتمثّلُ بوجود عَمْرو ـ نشكّ في أصل دخوله ، وليس هناك في مقابلهما
اِلاّ المفهومُ الذهني لكلّي الإنسان الذي لا معنى لاستصحابه ، لأنه ليس هو موضوعَ
وجوب التسبـيح ، فماذا تستصحب ؟!
فإن قلتَ : إنّ عندنا علماً
إجمالياً بدخول أحدهما ، وهذا العلم يكفي في صحّة استصحاب بقاء الجامع عرفاً بل
عقلاً ، وقد صار في المسجد (إنسانٌ) قطعاً ، وصحيحٌ أنّ زيداً قد خرج ، ولكنـنا
نحتمل
نام کتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) نویسنده : آل فقيه العاملي، ناجي طالب جلد : 1 صفحه : 804