وينبغي أن يكون انهماكه
بالتدريس بعد سنة 706هـ، ذلك أنّه كان قد ورد تبريز في هذه السنة[59]، والتقاه فيها ابن الفُوَطِيّ في زاويته
بمدينة تبريز، مما ذكرناه آنفاً.
ويذكر ابن الفُوَطِيّ أيضاً أنَّ
قُطْب الدِّين قد لازم الجامع في أخريات سِنِـي حياته ولمَّا لازم الجامع في الأخير قرأ للناس
جامع الأصول في رمضان، وطالَعَ الإحياء لأبي حامد [60].
ولدى ابن حجر خبر يقول فيه إنّه درَّسَ بدمشق الكشّاف والقانون والشفاء
وغيرها [61]، لكنّه لم يذكر متى حدث
ذلك.
بين قُطْب الدِّين ورشيد الدِّين
كان للوزير والطبيب والمؤرِّخ رشيد الدِّين الهَمَذَانيّ
به علاقة طيبة جداً حتى إنّه حين كان في رحلة إلى بلاد المولتان حرص على مراسلته
وأطال في الكتابة إليه وأبدى له شوقاً واحتراماً زائدين فقال: تصل رسالتي إلى ذلك الشفيق الرفيق، والرفيق الشفيق، الحامل
من العلوم كل ما هو دقيق...
[59] ذكر ذلك قُطْب الدِّين نفسه في كتابه فعلتَ فلا
تَلُمْ (انظر: آغا بُزُرْك، ذيل كشف الظنون، 72).
[60] التقيّ الفاسيّ، منتخب
المختار، 224. وجامع الأصول لأحاديث الرسول، هو من تأليف المبارك بن مُحَمَّد بن
عبد الكريم ابن الأثير الشيباني الشَّافِعِيّ (544 - 606هـ)، أمّا الإحياء فهو
كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي.