لولد العباس[505] وجعفر وعقيل[506] -أعني لأهل العلم والفضل
منهم-، واحتج باللغة في أنّهم من عترة الرسول، وقال: إنّ الرسول (ص) عَمَّ جميعَ العترة، ولم يخص إلّا[507] ثلاثة هم: أمير المؤمنين
والحسن والحسين (صلوات الله عليهم)؟ عرِّفْناه وبيِّن لنا.
[الفصل
بين دعوى الإمامية والشمطية والفطحية والقرامطة
والواقفة
في الإمامة:]
ثمّ
قال صاحب الكتاب: وهذه الشمطية[508] تدّعي إمامة عبد الله بن
جعفر بن
[505]العباس:هو
العباس بن عبد المطلب، عمّ رسول الله (ص) وأمير المؤمنينj، كانت له في الجاهلية سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، حضـر
بيعة العقبة وهو مشـرك، وأُكره على حضور بدر، فأسّره المسلمون، وفدى نفسه وولدي
أخيه عقيلًا ونوفلًا، وأسلم بعد ذلك، وقيل: إنّه كان قد أسلم قبل الهجرة، وشهد مع
النبيّ (ص)
فتح مكة، كما شهد حنينًا وكان ممّن ثبت فيها عندما فرَّ الناس،
توفي بالمدينة سنة (32هـ) ودفن بالبقيع. (ينظر: أُسد الغابة: 3/109).
[506]عقيل:هو عقيل بن أبي طالب، ابن عمّ رسول
الله (ص) ، وأخو أمير المؤمنين ، أُكره على حضور بدر، فأسّره
المسلمون، ولم يكن له مال ففداه عمّه العباس، ثمّ أتى مسلمًا يوم الحديبية، وهاجر
إلى المدينة سنة (8 هـ) فشهد مؤتة مع أخيه جعفر، وكان أعلم قريش بالنسب وأعلمهم
بأيامها، وكان يكثر من ذكر مثالب قريش فكرهوه لذلك، توفي في أيام معاوية. (ينظر: أُسد
الغابة: 3/422).
[508]الشمطية:هم الذين قالوا: إنّ الإمام بعد أبي
عبد الله الصادق هو
ابنه محمّد المعروف بالديباج، وسمّوا (الشمطية) نسبة إلى رئيس لهم يدعى: (يحيى بن
أبي شميط أو سميط). ويوجد اختلاف في تلفظ اسم هذه الفرقة كما يلي: الشمطية،
السمطية، الشميطية، السميطية. (ينظر: فرق الشيعة: 76-77، كتاب الزينة لأبي حاتم
الرازيّ: 3/62).
ويبدو أنّه يوجد في المتن سهو في نسبة
هذه الفرقة إلى عبد الله الأفطح ابن الإمام جعفر الصادق بدلًا من أخيه محمّد الديباج.
وفي (م): «محمّد»، بدلًا من «عبد
الله»، لكن يبدو أنّه تصحيح شخصـي من المحقّق، لا أنّه مأخوذ من النسخ الخطية.