لقد حاز العلّامة البهبهانيّ مرتبة علميّة سامية تفوَّق بها على أقرانه بذكائه الخارق، وذهنه الوقّاد، وعلمه المتبحّر، وتشخيصه الحاذق، ما جعله ذا إحاطة بمسائل عِلْم الفقه والأصول، وسطوة تحقيقيّة استطاع أن يردّ بها الخصوم، فإنّ ثناء مَنْ عاصره من العلماء ومَنْ تأخّر عنه وإطراءهم يعدّ أفضل شاهد على ما نقول، وإليك بعضاً منها:

1.    قال عنه الشيخ عبدالنبيّ القزوينيّ رحمة الله (ت ق12): فقيه العصر، فريد الدهر، وحيد الزمان، صدر فضلاء الزمان، صاحب الفكر العميق، والذهن الدقيق، صرف عمره في اقتناء العلوم، واكتساب المعارف والدقائق، و تكميل النفس بالعِلْم بالحقائق، فحباه الله باستعداده علوماً لم يسبقه أحدٌ فيها من المتقدّمين، ولا يلحقه أحدٌ من المتأخّرين إلّا بالأخذ منه، ورزقه من العلوم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت؛ لدقّتها ورقّتها ووقوعها موقعها، فصار اليوم إماماً في العِلْم، وركناً للدين، وشمساً لإزالة ظلم الجهالة، وبدراً لإزالة دياجير البطالة، فاستنارت الطلبة بعلومه، واستضاء الطالبون بفهومه، واستطارت فتاواه كشعاع الشمس في الإشراق، مدّ الله ظلاله على العالمين، وأمدهم بجود وجوده إلى يوم الدين [73].

2.    ووصفه تلميذه السيّد محمّد مهدي بحر العلوم رحمة الله (ت1212هـ) في بعض إجازاته بقوله: شيخنا العالم العَلَم العلّامة، وأستاذنا الحبر الفاضل الفهّامة، المحقّق النحرير, والفقيه العديم النظير، بقيّة العلماء، وناطورة الفضلاء،

[73]تتميم أمل الآمل: 74.