نام کتاب : المحكم في أصول الفقه - ط دار الهلال نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد جلد : 1 صفحه : 69
كونهما اعتباريين، إذ قد يستقل
العرف بإدراك الأمور الواقعية والتأثر بها.
بل
ما ذكره قدس سره من فرض التخطئة لا يناسب الأمور الاعتبارية، لأن التخطئة إنما
تكون في الأمور الواقعية التي لها واقع محفوظ ويختلف في تشخيصها وإدراكها، أما
الأمور الاعتبارية فالاختلاف فيها لا يرجع للتخطئة، بل لمحض عدم اعتبار أحد
الحاكمين لما إعتبره الآخر.
على
أن المرتكزات الشرعية في النجاسة والطهارة، والعرفية في النظافة والقذارة قاضية
باختلاف الأوليين عن الأُخريين سنخاً وتباينهما حقيقةً، لأنها وإن اشتركت في
اقتضاء الاجتناب وعدمه عملًا، إلا أن ترتبهما على الأولين راجع إلى حسن الاجتناب
بنحو يقتضي المدح ويبعد عن الذم، وعلى الأخيرين راجع لمحض ملائمة النفس من دون أن
يستوجب مدحاً أو يدفع ذماً.
وقد
يشعر باختلاف سنخهما وحقيقتهما ما في صحيح زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
«إن سال من ذكرك شيء من مذي أو ودي وأنت في الصلاة فلا تغسله ... فإنما ذلك
بمنزلة النخامة. وكل شيء خرج منك بعد الوضوء فإنه من الحبائل أو من البواسير،
وليس بشيء، فلا تغسله من ثوبك إلا أن تقذره»[11]، لظهوره
في إقرار الغسل للاسقذار وعدم الردع عنه، لعدم قذارة الشيء واقعاً، المستلزم لعدم
الموضوع له.
ما
ذكره السيد الخوئي قدس سره في ذلك ومناقشته
ومثله
ما ذكره بعض مشايخنا من أن كون الطهارة والنجاسة من الأمور الواقعية لو تم في
الواقعيتين منهما لا يتم في الظاهريتين، بل لا إشكال في كونهما مجعولين للشارع
الأقدس.
[11] ( 1) الوسائل ج 1، باب: 12 من أبواب نواقض الوضوء، حديث: 2
نام کتاب : المحكم في أصول الفقه - ط دار الهلال نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد جلد : 1 صفحه : 69