responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 91

وهكذا في المثال الثاني، ولا ريب أن أحدهما يكون دالاً والآخر مدلولاً، فيتأتى منه الاستعمال.
ولكن الصحيح أنه من قبيل إحضار نفس الموضوع، لما عرفت أن الحروف وضعت لتضييق المعاني الاسمية، وأن المعنى لم يرد على عمومه، بل أريد منه حصة خاصة، ففي قولنا: (زيد) في ضرب زيد قد أحضر نفس الموضوع في ذهن المخاطب، وحكم عليه بحكم، لكن لا على اطلاقه، بل خصوص ما وقع في هذه الجملة بخصوصها، أو خصوص ما وقع بجملة خاصة، وعلى أي حال فقد جيء بنفس الموضوع، وأحضر بلا واسطة لفظ، وقد أفادت كلمة (في) التضييق، فزيد الأول هو بنفسه موضوع وقد حضر بلا وساطة شئ، لكن الحكم لما كان مختصاً بخصوص حالة من أحواله فقد قيده بذلك، وأفاد الحرف هذا المعنى، فليس في البين دال ومدلول.
وأما ما ذكره في الكفاية (قدس سره)[1] من أن ذلك يعني إحضار نفس الموضوع فيما إذا أريد منه مثله، أو صنفه، ربما لا يكون ممكناً، لأن قولنا: (ضرب) في ضرب زيد فعل ماضي، لا يصح بغير أن يكون مستعملاً في مثله، أوفي صنفه فإنه لا يمكن أن يكون بنفسه من الفعل الماضي - لأن الأفعال لا تقع مبتدأ بها.
فهذا من غرائب الكلام، حيث إن الفعل وإن امتنع كونه مبتدءاً حين استعماله في معناه، لاشتماله على النسبة المستفادة من الهيئة المخصوصة، إلا أن (ضرب) في المثال ليس المراد منها إلا لفظها دون المعنى، والحكم إنما تعلق باعتبار لفظها لا غير، واللفظ يقع مبتدأً من دون مانع.
فالمتحصل من جميع ذلك أن اطلاق اللفظ وارادة شخصه، أو نوعه، أو صنفه، أو مثله ليس كسائر الاستعمالات، بل هو من قبيل إحضار نفس الموضوع في القضية والحكم عليه.

[1] كفاية الأصول:15.
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست