responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 98

والثالث كذلك، لأن الفرض أن لا تكون هناك قرينة ليستند الانتقال إليها، فلا محالة يتعين (الرابع) وهو أن الانتقال نشأ من العلم بالوضع، فيستكشف أن اللفظ حيقيقة في هذا المعنى باعتبار انتقال من هو عالم بالوضع إليه، لأن علمه في هذا الحال موجب للانتقال،ولهذا قيل: إن التبادر علامة الحقيقة.
فإن قلت: إذا كان التبادر موقوفاً على العلم بالوضع، والمفروض أن العلم بالوضع يتوقف على التبادر فإنه يلزم الدور.
قلت: يمكن الإجابة عنه بجوابين أشار لهما صاحب الكفاية (قدس سره)[1].
الأول: إن التبادر عند أهل اللغة حجة على الجاهل الأجنبي عنها - كما لو أراد الرجل أن يعرف حقيقة لفظ في معنى مخصوص من عند أهل لغة ما، فإنه باستماعه إلى محاوراتهم يستطيع أن يقف على ما يفهمونه من اطلاق اللفظ، فإذا رأى معنى من المعاني يتبادر إلى أذهانهم من نفس هذا اللفظ حكم بكون هذا اللفظ موضوعاً له.
وليس ببعيد أن حال فهم اللغات من هذا القبيل، كما أن أكثر مؤلفي القواميس اللغوية من القدماء كانوا يعتمدون على هذه الطريقة، وعلى الأخص في اللغة العربية حيث كانوا يتنقلون في البوادي بين الأعراب لتسجيل معاني الألفاظ لديهم، وليس لهم طريق إلا هذا النوع من التبادر، وبهذا الوجه أمكن ثبوت الفرق بين الموقوف والموقوف عليه، بأن نقول: العلم بالوضع لدى الجاهل يتوقف على التبادر لدى أهل المحاورة، وأما التبادر عند أولئك فيتوقف على علمهم به، ولا ربط لأحد العلمين بالآخر.
الثاني: إن التبادر حتى عند الشخص نفسه إذا كان من أهل اللغة يكون دليلاً على الحقيقة، وذلك بأن يقول: إن أهل اللغة الواحدة كثيراً ما نراهم يستعملون الألفاظ في معانيها بحسب مرتكزاتهم من دون التفاتهم إلى خصوصيات المعنى، بل قد يترددون في تلك الخصوصيات، فإذا أراد الشخص أن يستكشف حال ذلك المعنى، وخصوصياته من حيث السعة والضيق، فلازمه أن يرجع إلى تبادره وما

[1]كفاية الأصول:18.
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست