responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 97

في المركب، فإن المجاز ليس إلا استعمال اللفظ في خلاف ما وضع له، والمركب كما عرفت ليس له وضع مستقل بحسب الحقيقة ليكون الاستعمال على خلافه استعمالاً مجازياً.
نعم: لا مانع من تشبيه بعض الجمل المركبة ببعض مثل قوله تعالى: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)[1] الخ، أو قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ)[2]الخ.
وربما يشبه بعض الجمل ببعض كما في المثل المعروف - «مالي أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى» - تشبيها بحالة الشخص المتردد وهو تشبيه أمر معقول بأمر محسوس، وكيف كان فليس الأمر من قبيل المجاز ليكون للمركبات مجاز حتى يستلزم الوضع.
علائم الحـقيقة

التبادر
هو انتقال الذهن من اللفظ إلى المعنى من دون قرينة، ولا بد لهذا الانتقال من موجب، وهو لا يخلو: إما من اقتضاء ذات اللفظ وطبعه، أو من جهة وضع الواضع وجعله له، أو من أجل قرينة اقتضت ذلك، أو من جهة العلم بالوضع، والأول معلوم العدم - كما تقدم في مبحث الوضع - فإن طبع اللفظ لو اقتضى الانتقال إلى المعنى بلا حاجة إلى الوضع للزم على كل شخص أن يعرف جميع لغات العالم، وهو باطل بالضرورة.
والثاني كذلك، فإن مجرد الجعل لو كان سببا في الإنتقال للزم حصول الانتقال إلى المعنى لكل شخص بمجرد تحقق الوضع خارجاً، وهو منتف بالضرورة أيضاً.

[1] سورة البقرة 2: 19.
[2]سورة البقرة 2: 17.
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست