responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 84

حيث إنه قد التزم على نفسه بأنه متى ما عبر بالجملة انشائية فقد أبرز امراً اعتبارياً في نفسه، أو أمراً غير اعتباري كالتمني والترجي وأمثالهما وهذا الأمر المبرز لا يقبل الاتصاف بالصدق والكذب، وإنما يدور مدار اعتبار الشخص نفسه، فهو أمر دائر بين الوجود والعدم.
فالمتحصل من هذا أن كلا من جملتي الخبر والانشاء تبرز شيئا في ضمير المتكلم، غاية الأمر المبرز في الجملة الخبرية هو الحكاية عن ثبوت النسبة أو عدمها خارجاً، وفي الجملة الانشائية هو الأمر النفساني من الاعتبار أو غيره، فهما مشتركان من ناحية الابراز.
أما من ناحية الصدق والكذب فهما مختلفان، فالجملة الخبرية بعد أن كان المبرز فيها الحكاية والإخبار أمكن اتصاف ذلك بالصدق والكذب من حيث المطابقة للواقع وعدمها، وأما الجمل الانشائية فالمبرز فيها أمر نفساني، وهو غير قابل للاتصاف بكل واحد منها، وإنما يدور مدار اعتبار الشخص نفسه، فهو إما موجود وإما معدوم.
وقد تحصل مما ذكرنا أن المستعمل فيه اللفظ في الجملة الخبرية غيره في الجملة الانشائية، وبذلك يظهر التأمل فيما أفاده صاحب الكفاية (قدس سره)[1] في مبحث الطلب من أن الشخص ربما يعبر بجملة خبرية، ويقصد بها الطلب مثل يعيد ويتوضأ، بدعوى هذا النوع من الطلب يكون آكد في البعث من الصيغة، حيث أبرز بصيغة الإخبار عن وقوع المطلوب به في مقام طلبه، لأظهار أن الآمر لا يرضى إلا بوقوعه، فكانت الجملة الخبرية مستعملة عنده في معناها، وهو الدلالة على ثبوت النسبة، إلا أن الداعي الحقيقي هو الطلب، وقد عرفت أن الجملة الانشائية لا تحكي عن ثبوت النسبة وعدمها، وإنما تبرز الاعتبار النفساني الخاص.
مضافاً إلى أن ذلك لو تم لجاز لكل أحد أن يستعمل الجملة الاسمية في معناها ويقصد منها الطلب، مع أننا لم نشاهد ذلك أصلا.
نعم: بعض الجمل الاسمية تستعمل في مقام الانشاء مثل زوجتي طالق، وأنت حر.

[1] كفاية الأصول:71.
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست