responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 83

وإن أريد بذلك أن الموجود باللفظ أمر اعتباري لا حقيقي فذلك المعتبر خفيف المؤنة لا يفتقر إلا إلى الاعتبار، وهو يوجد في نفس معتبره، وليس من أسبابه اللفظ.
وإن أريد بذلك أن اللفظ موجد اعتبارا ما من العقلاء أو الشرع فإن العقلاء والشرع اعتبروا تحقق البيع بالمادة والصيغة الخاصة وهي بعت، كما اعتبروا تحقق الهيئة بمثل وهبت ¬، فالمتكلم إن انشأ هذا المعنى فقد أوجد اعتبار أولئك القوم. فهذا أمر لا بأس به، إلا أن هذه الأمور الاعتبارية لا تحصل من مجرد اللفظ، إذ لازمه تحقق البيع لو صدرت الجملة المتقدمة من النائم، ولا يلتزم به أحد، فلا بد وأن يكون ترتب ذلك على أمر وراء نفس اللفظ، وما هو إلا قصد المعنى.
على أن ذلك لو تم فإنما يتم في موارد العقود، والإيقاعات، وأما في غيرها كموارد الاستفهام، والتعجب، والتمني، والترجي وغير ذلك فلا يكاد يعقل معنى متحصل من إيجاد المعنى باللفظ.
فالصحيح أن الهيئات الانشائية وقسم من الحروف قد وضعت لإبراز أمر نفساني.
وبعد أن أبطلنا قول المشهور - في مقام الفرق بين الجمل الخبرية، والانشائية - فنقول: والصحيح في مقام الفرق هو أن الجمل الخبرية تدل على حكاية ثبوت النسبة في الخارج، أو عدمها بمقتضى التزام كل شخص على نفسه في مقام التعبير بهذه الهيئة الخاصة.
نعم: الحكاية التي كشفت عنها نفس الهيئة، وأصبحت مدلولة لها تقبل الاتصاف بالصدق والكذب، فإن المحكي إن كان مطابقاً لما هو ثابت خارجاً وفي نفس الأمر كان (صدقاً)، وإن لم يكن مطابقاً كان (كذباً)، فهما من صفات المدلول والمنكشف، وأما الدال وهو اللفظ فليس فيه قابلية الاتصاف بكل واحد منهما.
نعم يتصف اللفظ بالصدق والكذب تبعاً لأتصاف المدلول، وهذا أمر آخر.
والحاصل أن المتكلم حسب التزامه وتعهده أخذ على نفسه بأنه متى ما جاء بجملة خبرية فقد قصد بذلك الحكاية عن ثبوت النسبة خارجاً أو عن عدمها، فلو نصب قرينة على الخلاف لم يكن ذلك خلاف ما تعهد به، وإنما يلزم هذا المعنى إذا لم ينصب قرينة، وقد أراد من الجملة معنى آخر غير قصد الإخبار والحكاية.
وأما الجمل الانشائية فالتحقيق أنها تبرز أمراً نفسانياً ثابتاً في قرارة المتكلم،
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست