مع كونه
في مرأى منهم يكشف عن وجود خلل فيه والا لم يكن وجه لاعراضهم بل كلما
ازداد الخبر قوة وصحة ازداد وهنا وضعفا لكشفه عن وجود خلل جلي في سنده او
جهة صدوره.
وفيه ان الالتزام به ايضا مشكل اذ بعد ثبوت حجية الخبر في نفسه بشمول ادلة
الحجية من الآيات والروايات والسيرة له لا يمكن طرحه والعمل بغيره بمجرد
اعراض المشهور عنه لاحتمال ان يكون اعراضهم عنه لاجل الخدشة في دلالته على
المسألة لا لوجود خلل في سنده او جهة صدوره.
نعم لو اعرض عنه الجميع فحينئذ لا يمكن الاخذ به لان اعراض الجميع يوجب
حصول الاطمئنان بعدم صدوره او صدوره تقية لكنه خارج من محل الكلام لان محل
الكلام انما هو الخبر المحتمل صدوره لا المعلوم او المطمئن بعدم صدوره او
صدوره تقية وعليه فمجرد اعراض مشهور الفقهاء عن خبر معتبر في نفسه مع عمل
جملة منهم به لا يوجب سقوطه عن الحجية لعدم دليل معتبر عليه. الاستدلال على حجية الخبر الواحد بالدليل العقليواما الدليل العقلي الذي اقيم على حجية الاخبار الموجودة في الكتب المعتبرة فتقريره من وجوه.
الوجه الاول- انا نعلم اجمالا بصدور كثير فيما بايدينا من الاخبار ولا
نحتمل ان يكون جميعها مجعولة خصوصا مع ملاحظة حال الرواة، وارباب الكتب،
وشدة اهتمامهم بتنقيح ما اودعوه في كتبهم [1].
[1] ومما يشهد على شدة اهتمام الرواة وارباب الكتب بشأن الحديث ما حكي عن علي بن فضال فانه لم يرو كتب ابيه الحسن عنه مع مقابلتها