وعن الشيخ قدس سره روايته في كتاب «الغيبة» [2] بسنده إلى محمّد بن يعقوب.
والرواية من جهة إسحاق بن يعقوب غير معتبرة.
و أمّا دلالته، فتارة من ناحية قوله عليه السلام:
«أمّا الحوادث الواقعة ...»
إلى آخره.
وتقريبها: أنّ الظاهر أنّه ليس المراد بها أحكامها، بل نفس الحوادث، مضافاً إلى أنّ الرجوع في الأحكام إلى الفقهاء من أصحابهم عليهم السلام، كان في عصر الغيبة من الواضحات عند الشيعة، فيبعد السؤال عنه.
والمظنون أنّ السؤال كان بهذا العنوان، فأراد السائل الاستفسار عن تكليفه أو تكليف الامّة في الحوادث الواقعة لهم، ومن البعيد أن يعدّ السائل عدّة حوادث في السؤال، ويجيب عليه السلام: بأنّ الحوادث كذا، مشيراً إلى ما ذكره.
وكيف كان: لا إشكال في أنّه يظهر منه أنّ بعض الحوادث التي لا تكون من قبيل بيان الأحكام، يكون المرجع فيها الفقهاء.
واخرى من ناحية التعليل:
«بأ نّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة اللَّه».
وتقريبها: بأنّ كون المعصوم حجّة اللَّه، ليس معناه أنّه مبيّن الأحكام فقط؛
[1] كمال الدين 2: 483/ 4؛ وسائل الشيعة 27: 140، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي، الباب 11، الحديث 9.