المسألة الثالثة: الغيبة حرام بالأدلّة الأربعة، و الظاهر أنّها من الكبائر.
و يمكن الاستدلال على كونها كبيرة بقوله تعالى وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ[1].
بناء على أنّ ذيل الآية الكريمة تنبيه على تجسّم عمل المغتاب في الآخرة بصورة أكل لحم ميتة أخيه، و هو إيعاد بالعذاب.
كما تدلّ على أصل تجسّمها الآيات و الأخبار الكثيرة، و في المورد بعض الروايات:
مثل ما
عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا بقوم يأكلون الجيف، فقال: يا جبرئيل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس» [2].
و تشعر به أو تدلّ عليه ما
عن جامع الأخبار عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «اجتنبوا الغيبة، فإنّها إدام كلاب النار» [3].