إنّما الإشكال في دلالتها، منشأه الشك في معنى الحداء، هل هو بمعنى سوق الإبل مطلقا بأيّة وسيلة كان كما هو ظاهر القاموس، قال: حدا الإبل و بها حدوا و حداء و حداء: زجرها و ساقها [1]. بناء على أنّ ساقها معنى آخر له مقابل زجرها.
أو سوقها بمطلق الصوت الأعمّ من الغناء، كما يظهر منه في كلمة «دي دي»، قال: ما كان للناس حداء، فضرب أعرابي غلامه و عضّ أصابعه، فمشى و هو يقول: «دي دي» أراد يا يدي، فسارت الإبل على صوته، فقال له: ألزمه، و خلع عليه، فهذا أصل الحداء. انتهى. [2] تأمّل.
أو مشترك بين سوق الإبل مطلقا و التغنّي لها كما هو محتمل الصحاح و المنجد و مجمع البحرين [3]، ففي الأوّل: الحدو سوق الإبل و الغناء لها، و قريب منه في تالييه.
أو هو سوق الإبل بالغناء، كما هو محتمل عبارة الصحاح و بعده و ظاهر الوافي و المسالك و شرح الفقيه للمجلسي و الرياض و المستند و مجمع البرهان و غيرها، ففي الأوّل: هو سوق الإبل بالترنّم [4]، و في المسالك: سوق الإبل بالغناء لها [5] و نحوه غيره [6]. و الظاهر منهم تفسيره مطلقا لا ما هو موضوع الحكم
[5] المسالك 1- 129، كتاب التجارة، في تفسير الغناء.
[6] راجع شرح الفقيه: 96 من كتاب الحج الذي تقدّم ذكره، و رياض المسائل 1- 502، كتاب التجارة، و مستند الشيعة 2- 343، كتاب مطلق الكسب و الاقتناء، و مجمع الفائدة و البرهان 8- 59، كتاب المتاجر، و كفاية الأحكام: 86، كتاب التجارة في الغناء.