ثمّ اعلم أنّ هذا الأمر- أي بيع السلاح من أعداء الدين- من الأمور السياسية التابعة لمصالح اليوم فربّما تقتضي مصالح المسلمين بيع السلاح بل إعطاءه مجانا لطائفة من الكفار و ذلك مثل ما إذا هجم على حوزة الإسلام عدوّ قويّ لا يمكن دفعه إلّا بتسليح هذه الطائفة و كان المسلمون في أمن منهم، فيجب دفع الأسلحة إليهم للدفاع عن حوزة الإسلام و على والي المسلمين أن يؤيّد هذه الطائفة المشركة المدافعة عن حوزة الإسلام بأيّة وسيلة ممكنة.
ثمّ يعنون مطلبا أعلى من ذلك إذ يقول:
بل لو كان المهاجم على دولة الشيعة دولة المخالفين مريدين قتلهم و أسرهم و هدم مذهبهم يجب عليهم دفعهم و لو بوسيلة تلك الطائفة المأمونة، و كذا لو كانت الكفّار من تبعة حكومة الإسلام، و من مستملكاتها و أراد الوالي دفع أعدائه بهم إلى غير ذلك ممّا تقتضي المصالح [1].
هذا هو جملة ما أفاده- قدّس سرّه الشريف- في هذا البحث الهام.
النموذج الثاني من أسلوب الإمام هي مسألة الغناء
الّتي بحثها بصورة مبسوطة و حقّقها بنحو لا نجد له مثيلا، لحدّ الآن من حيث السعة و الشموليّة و العمق حيث تناولها- رحمه اللّه- في 70 صفحة من الدراسة و المناقشة و البحث فهو- قدّس سرّه- تعرض أوّلا للتحقيق في ماهيّة الغناء و مفهومه، و أعلن عن مختاره و هذا هو في نظرنا أفضل أسلوب للبحث و المعالجة، و نعني أن ينقّح الموضوع أوّلا و يتبيّن قبل إصدار الحكم عليه، لأنّ الموضوع ما لم يتّضح، لم يتبيّن حول