نام کتاب : مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 77
مربوب إمام أئمّة الأسماء و الصفات، فله الرئاسة التامّة على جميع الأمم السابقة و اللاحقة؛ بل كلّ النبوّات من شئون نبوّته؛ و نبوّته (ص) دائرة عظيمة محيطة على جميع الدوائر الكلّيّة و الجزئيّة و العظيمة و الصغيرة.
قوله (ص): و الفضل بعدي لك و للأئمّة من بعدك إشارة إلى ما ذكرنا من أنّ مرتبة وجوده (ع) و وجود سائر الأئمّة (ع) بالنسبة إلى النبي (ص) مرتبة الروح من النفس الناطقة الإنسانيّة؛ و رتبة سائر الأنبياء و الأولياء رتبة سائر القوى النازلة منه؛ و رتبة سائر الرعيّة رتبة القوى الجزئيّة النازلة الظاهرة، أو الباطنة، حسب درجاتهم و مراتبهم. و كلّ فضيلة و كمال و شرف في المملكة الإنسانيّة ثابتة للمرتبة الروحيّة. و منها يصل الفيض إلى سائر القوى و المراتب؛ بل جميع القوى الظاهرة و الباطنة ظهور حقيقة الروح. و لذلك قال عليّ، عليه السلام: كنت مع الأنبياء سرّا و مع رسول اللّه جهرا. [161] على ما حكي. و المعيّة بالنسبة إلى سائر الأنبياء، عليهم السلام، معيّة قيّوميّة؛ و بالنسبة إلى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه و آله، معيّة تقوّميّة.
قوله (ص): و إنّ الملائكة لخدّامنا و خدّام محبّينا شاهد على ما ذكرنا من أنّ العالم بجميع أجزائه و جزئيّاته، من القوى العلّامة و العمّالة، للولىّ الكامل. فبعض الملائكة من قواه العلّامة، كجبرئيل (ع) و من في طبقته؛ و بعضهم من العمّالة، كعزرائيل و من في درجته، و كالملائكة السماويّة و الأرضيّة المدبّرة. و خدمة الملائكة لمحبّيهم أيضا بتصرّفهم (ع) كخدمة بعض الأجزاء الإنسانيّة لبعض بتصرّف النفس.
قوله (ص): و الّذين يحملون العرش ... إلى آخره. ل «العرش» اطلاقات.
و المراد، هاهنا، جملة الخلق؛ أو الجسم المحيط. و حملته أربعة من الأملاك. و هي أرباب أنواع أربعة- كما نقل عن اعتقادات [162] الصدوق عليه الرحمة- لا الحضرة العلميّة. فإنّ حامل العلم نفسه، صلّى اللّه عليه و آله، و شئونه. كما ورد في الكافي الشريف عن أبي عبد اللّه (ع) قال:
حملة العرش- و العرش العلم- ثمانية: أربعة منّا، و أربعة ممّن شاء اللّه. [163]
[161] نقله في كلمات مكنونة هكذا: عن رسول اللّه (ص): و بعث عليا مع كلّ نبىّ سرّا و معى جهرا.