responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 76

هذا النظام الذي عرّض وجود الشعب للفناء، وسلبه جميع حرياته، وزجّ طبقات الشبّان المثقفين في السجون والمنافي وسلبهم الحياة، يريد بهذه الألاعيب الحزبية المفروضة أن يزيد الضحايا والمساجين مرَّة أُخرى.

شعب ايران المسلم مجبر على طاعة ملك لُطّخت يداه إلى المرافق بدماء علماء الإسلام والشعب المسلم. هذا الشاه الذي يسعى جاهداً إلى بيع آخر قطرة من نفط هذا البلد وتقديم عائداته الى الرأسماليين والناهبين، ويعتزّ بذلك.

أميركا المستعمرة لا تستغل ثرواتها النفطية، ولا تستخرجها، وتشتري النفط من الآخرين لحفظ مصالحها القومية. أمّا شاه إيران، فيبيع هذا الذهب الأسود، ويقضي على خزانة إيران والشعب الإيراني وبدلًا من صرف هذه الأموال الطائلة على ابناء هذا الشعب الحفاة الجياع يقدمها قروضاً إلى أسياده المستعمرين، أو يشتري بها أسلحة فتاكة ومدمرة يدافع بها عن مصالح المستعمرين وأطماعهم في ايران والمنطقة، ويواصل نهجه السفاك في قمع الحركات المناهضة للاستعمار. كان الشاه إلى الأمسِ يدمّر الاقتصادَ الإيراني بالقروض الفادحة، واليومَ جَرَّ الشعبَ الإيراني إلى الإفلاس بإعطاء القروض وشراء الأسلحة ومنع هذا الشعب من الرقي والتقدم. والصفقات الآسرة ولا سيّما الأخيرة التي كانت مع أميركا بخمسة عشرَ مليار دولار هي ضربة قاضية اخرى أنزلها الشاه بالاقتصاد الإيراني، وهي عرض رخيص لثروات وذخائر الشعب الايراني المستضعف.

الشعب الإيراني مجبر على التصويت لمصلحة من سبَّب تقهقرَ إيران في الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية، وجعل هذا الشعب يستورد اليوم جميع ما يحتاج اليه من القمح والأرز واللحم والزيت بأسعار باهظة. الشاه الذي كان يَعدُ المزارعين في بداية الطرح المدعو الثورةَ البيضاء بالاكتفاء الذاتي في الغلات والحبوب في ظل الإصلاح الزراعيّ يتبجّح اليوم باستيراد مليونين ونصف مليون طن من القمح واربعمائة ألف طن من الأرز هذه السنة بدلًا من الشعور بالخجل. هذا في وقت يعلم فيه المطّلعون أنَّ محافظة إيرانية واحدة مثل محافظة خراسان كانت قادرةً وحدها على توفير القمح لكل البلاد، لكنّ ثورة الشاه البيضاء سلبتها هذه القدرة.

تشدَّقَ الشاهُ أكثر من عشر سنوات بتطور البلاد في وقت أغرق فيه أغلب الشعب الإيراني في الفقر والبؤس. وقد قام بتزيين ظاهر طهران وبناء القصور الفخمة لعملائه بعرق هذا الشعب بينما تفتقر القرى والأرياف الإيرانية التي تضم أكبر نسبة من سكان ايران لأدنى مقوّمات الحياة، اليوم يعد الناس مواعيد تستغرق 25 عاماً، إلا أنّ الشعب الإيراني الواعي يدرك جيداً أن هذه المواعيد واهية لا أساس لها من الحقيقة. فالبلاد سُلِبت القدرة الزراعية وأحوال الفلّاحين والعمال تتدهور يوماً فيوماً، وليس لها من التصنيع المستقل غير التابع لسواها من الأمم، ولن يكون إلّا أن يتغير هذا النظام البالي بإذن الله تعالى.

بنفاد احتياطي النفط في هذا البلد بيد هذا النظام سيبوء الناس بفقر مدقع لا يجدون معه حلًا إلا الاستسلام للذل، ولابدّ لشعب إيران الشريف الذي لا زراعة له ولا صناعة أن يعاني الفقر والحرمان أو يرضى بالعمل للرأسماليين.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست