التاريخ: 21 آبان 1356 ه-. ش/ 29 ذي القعدة عام 1397 ه-. ق
المكان: النجف الأشرف
الموضوع: واجب الشعب في مواجهة النظام البهلوي، حب الشعب الايراني للاسلام
المناسبة شهادة السيد مصطفى الخميني
المخاطب: العلماء الكبار والشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنّا لله وإنّا إليه راجعون)
اتقدم بالشكر لكافة فئات الشعب الايراني المظلوم الذين أعربوا لي عن حبّهم ومؤاساتهم، كما أشكر للمراجع العظام- دامت بركاتهم- والعلماء الكبار- دام بقاؤهم- والخطباء المحترمين والجامعيين، وكذلك التجار ورجال السوق الذين يعانون من وطأة النظام الغاصب وكذلك سائر طبقات الشعب الايراني المظلوم أيّدهم الله تعالى.
اننا نواجه بلايا عظيمة ومصائب فظيعة تمنعنا من تذكر المصائب الشخصية، ولكن هذه المظاهرة العظيمة [1] التي جاءت في الوقت المناسب كانت ردّاً بالقول والعمل لتقوُّلات استمرت عدّة سنوات من هذا العنصر الفاسد الذي داس كرامة وشرف واستقلال واقتصاد هذا الشعب العظيم الشريف بأهوائه وأهواء أسرته الناهبة.
لم تكن هذه المظاهرات لأحد معيَّن، بل كانت تعبيراً عن الكره للنظام الظالم واستفتاءً حقيقياً وتصويتاً على عدم الثقة بالنظام الخائن، ويجب على هؤلاء أن يعرفوا أنه لولا احتماؤهم بأسلحة الأجانب لأخذ الشعب الايراني الشريف بثأر شبابه واعزائه منهم.
انني أرى نفسي مضطراً إلى إعلان خطر كبير، لإنقاذ الشعب من خداع الأجانب وعملائهم، وهذا التسامح الذي أعلنته الحكومة، وفسحت المجال للكتّاب والخطباء للتعبير عن آرائهم كل ذلك خدعة لإظهار الشاه بمظهر طيب والادعاء بوجود الحرية وتحميل الحكومة- التي ليست سوى العوبة- مسؤولية الجرائم.
ان الكتاب لا يمكنهم الحديث ببؤرة الجريمة التي تكمن في الشاه نفسه في هذا الجو المليء بالكبت والرعب، وقد يدسّ بعض الكتاب العملاء أنفسهم بين الكتاب الشرفاء ليشنوا الهجوم على الحكومة، ويشيروا إلى بعض الجرائم ليصرفوا أنظار الناس عن بؤرة الجريمة والخيانة، ليخدعوا بذلك الطيبين الذين يصدّقون كل ما يقال بسرعة، في حين أن مصدر جميع مصائب الشعب الايراني خلال خمسين عاماً هو الحكم غير الشرعي لسلالة البهلوي الخائنة منذ عهد ذلك الوالد والى عهد هذا الولد.
[1] يقصد المظاهرات التي قام بها الشعب الايراني المسلم بعد سماع خبر شهادة السيد مصطفى الخميني.