responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 20  صفحه : 81

1- أذكر الزائرين الكرام بالأنس بالقرآن الكريم، تلك الصحيفة الالهية وكتاب الهداية، في كل هذه المواقف الشريفة وطيلة مدة السفر الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فكل ماناله المسلمون في القرون السالفة وما سينالونه في المستقبل يعود الى البركات اللامتناهية لهذا الكتاب المقدس. وأغتنم هذه الفرصة لأطلب من جميع العلماء الاعلام وأبناء القرآن ألا يغفلوا عن هذا الكتاب المقدس الذي أنزل «تبياناً لكلّ شي‌ءً» [1].

فربما يهجر هذا الكتاب السماوي الالهي- والعياذ بالله- وهو يحتوي على جميع الأسماء والصفات والآيات البينات بصورة حسية وخطية، ونعجز عن درك منازله الغيبية، ولايحيط بأسراره سوى الوجود الجامع المقدس أي «مَن خوطبَ بهِ» [2]. فأدرك خُلص أولياء الله العظام كنه ذلك ببركة تلك الذات المقدسة وبفضل تعليمه، واستفاد خُلص أهل المعرفة بشعاع منه بقدر استعدادهم ومراتب سيرِهم ببركة المجاهدة والرياضة القلبية، والآن نمتلك نسخه الخطية بعدما نزل على لسان الوحي بدون أي زيادة أو نقيصة في حرف منه، وبرغم تعذر إدراك الأبعاد المختلفة له والتي تتضمن مراحل ومراتب كذلك، فليستفد منه أهل المعرفة والتحقيق بمقدار علمهم وقابليتهم في مجالاته المختلفة ويعلمون للآخرين، وليمحص أهل الفلسفة والبرهان الرموز الخاصة بهذا الكتاب الالهي ويكشفوا براهين الفلسفة الالهية ويضعوها في متناول أيدي أهلها.

وليهدي الأحرار ذوو الآداب القلبية والرقابة الباطنية جرعة مما «أدَّبني رَبّي» للظمآنين الى هذا الكوثر ليتأدبوا بآداب الله قدر المستطاع. وليتحف المتقون المتعطشون للهداية طلاب الهداية الالهية وعشاقها ببريق من نور التقوى من معين «هُدى للمتقينَ» [3] الذي لاينضب. وأخيراً فليشمر العلماء الأعلام عن سواعد الجد ويمسكوا بأقلامهم ويتناولوا بعداً من الأبعاد الالهية لهذا الكتاب المقدس ويحققوا آمال عشاق القرآن، وليقضوا أوقاتهم في الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والحربية والسلمية للقرآن ليتبين أنّ هذا الكتاب منشأ لكل شي‌ء، بدءاً بالعرفان والفسلفة وانتهاءاً بالأدب والسياسة، لكي لايقول الجهلة: ليس العرفان والفلسفة إلا من نسج الخيال، وترويض النفس والسير والسلوك من عمل الدراويش والزهاد البارعين، أو ما للاسلام والسياسة والحكومة وإدارة الدولة؟ فإنّه عمل السلاطين ورؤساء الجمهوريات وأهل الدنيا. أو إنّ الاسلام دين الصلح والسلام وهو بري‌ء من محاربة الظالمين أيضاً. ويفعلون بالقرآن ما فعلته الكنيسة الجاهلة والساسة المتلاعبون بالدين‌


[1] (1) إشارة الى الآية 89 من سورة النحل.

[2] (2) إشارة الى الحديث الشريف:» إنّما يعرفُ القرآنَ مَن خوطبَ بهِ «.

[3] (3) سورة البقرة، الآية 2.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 20  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست