الحمد لله وحده لاشريك له الذي علم البشرية بألطافه الغزيرة آداب العيش وأسباب الخلق والهدف منه، وذلك بإنزال الوحي على أنبيائه العظام بدءاً بآدم صفي الله وانتهاءاً بمحمد حبيب الله عليهم صلوات الله وسلامه-. والتحية والسلام للأنبياء أولي العزم نظير- إبراهيم محطم الأوثان وموسى صارع فرعون وعيسى المسيح الذي لو سنحت له الفرصة لقام بما قاموا به، ومحمد المصطفى محطم كافة الأصنام والمتبري من جميع المشركين والظلمة. والسلام الباقي ما بقي الدهر لأئمة المسلمين رواد طريق الجهاد ضد الظالمين المتظاهرين بالاسلام والجبابرة الغاصبين لحقوق الله وحقوق الناس والضالين أصحاب الجباه السود. والسلام على إبراهيم خليل الله الذي انقض بمفرده على الأوثان وعبدتها، ولم تفزعه الوحدة ولاا لنار، وعلى موسى كليم الله الصارخ بوجه الفراعنه بسلاح لا يعدو عن العصا ولم يرعبه افتقاده للأهل والسند. والتحية والسلام على محمد حبيب الله الذي انفرد با لدعوة وقاتل الكفار والظالمين حتى اللحظات الأخيرة من حياته، ولم يتأفف من قلة العدة والعدد. والسلام على مسلمي صدر الاسلام الذين أغاروا على سلاطين الجور في الروم وايران برغم ضآلة الذخيرة الحربية وقله الأنصار والأعوان.
وسلام متتال على علي بن أبي طالب الذي قارع الجلادين المتلبسين بلباس الاسلام والمتظاهرين بالقدسية، فلم يكلّ ولم يهن. والسلام على الحسين بن علي الذي انتفض بوجه غاصبي الخلافة لاقتلاع جذورهم واستئصا ل شأفتهم وقطع دابرهم برغم قلة ناصريه، ولم تجبره بساطة العدة والعدد على التفكير بمدّ يد الصلح للظالم، فجعل كربلاء محطة لقتله وأبنائه وأصحابه المعدودين، وأوصل صرخة «هيهات منا الذلة» الى أسماع طلاب الحقيقة، حيث