أشكر جميع السادة لحضورهم في هذا المكان، وأرجو من الله تعالى أن يتقبل منهم أعمالهم وزيارتهم وجميع الحجاج، إن شاء الله، أمّا بعد فأقول: إنكم وفقتم لزيارة بيت، هو أولُ بيت وضعه الله للناس، جميع الناس، حيث قال في كتابه العزيز: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) [1] وهذا يعتبر واحداً من الأدلة على أن الله تبارك وتعالى دعا العالم بأسره إلى دين الإسلام، وأن هذا البيت إنما جعله للعالم أجمع منذ البعثة حتى يوم القيامة.
هذا بيتٌ للناس، يعني أنه ليس حكراً على بعض الناس والفئات والجماعات دون غيرهم من الناس. فجميع الناس، في كافة أنحاء الدنيا، وفي مشارق الأرض ومغاربها، مكلفون بأن يُسلموا، وأن يجتمعوا في هذا البيت الذي جُعل للناس، وأن يتخذوا هذا البيت المقدس مزاراً لهم. لقد سعى علماء المسلمين وعقلاؤهم عبر تاريخ الإسلام، لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم وجعلهم يداً واحدة على من سواهم، فعلى كل مسلم أينما كان أن يتحد مع غيره من إخوانه المسلمين، فإن هذا ما وصى به الله تعالى في كتابه الكريم [2]. ووصى به الرسول الأكرم (ص) [3] والأئمة الأطهار (ع) وتابعهم عليه علماء الإسلام اليقظون الذين سعوا في سبيل الوحدة ورص الصفوف تحت راية الإسلام، والدعوة إليه.
بعثة النبي الأكرم (ص) للبشرية جمعاء
من المؤسف أن بعض العناصر المنحرفة، التي هي في حقيقتها خارجة عن الإسلام، وتسعى ومن خلال مزاعم واهية بعيدة عن حقيقة الإسلام، لتلخيص الإسلام بالعروبة. فحسب