بالسّند المتّصل إلى ركن الإسلام و ثقته، محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علىّ بن أبي عثمان، عن واصل، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه، عليه السّلام، قال: جاء رجل إلى أبي ذرّ فقال: يا أبا ذرّ، ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنّكم عمّرتم الدّنيا و أخربتم الآخرة، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب. فقال له: فكيف ترى قدومنا على اللّه؟ فقال: أمّا المحسن منكم، فكالغائب يقدم على أهله، و أمّا المسيء منكم، فكالآبق يردّ على مولاه. قال: فكيف ترى حالنا عند اللّه؟ قال:
اعرضوا أعمالكم على الكتاب: إنّ اللّه يقول: «إنّ الأبرار لفي نعيم. و إنّ الفجّار لفي جحيم.[1]» قال: فقال الرّجل: فأين رحمة اللّه؟ قال «رحمة اللّه قريب من المحسنين.» قال أبو عبد اللّه، عليه السّلام: و كتب رجل إلى أبي ذرّ، رضى اللّه عنه: يا أبا ذرّ، أطرفني بشيء من العلم. فكتب إليه: إنّ العلم كثير، و لكن إنّ قدرت أن لا تسيء إلى من تحبّه، فافعل. فقال له الرّجل: و هل رأيت أحدا يسيء إلى من يحبّه! فقال له: نعم، نفسك أحبّ الأنفس إليك، فإذا أنت عصيت اللّه، فقد أسأت إليها. [2]