responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضة من الكافي نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 8  صفحه : 149
إن الأرض فخرت وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الجبال فأثبتها على ظهرها أوتادا من أن تميد [1] بما عليها فذلت الأرض واستقرت، ثم إن الجبال فخرت على الأرض فشمخت [2] واستطالت وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثم إن الحديد فخرت على الجبال وقال: أي شئ يغلبني؟ فخلق النار فأذابت الحديد فذل الحديد، ثم إن النار زفرت وشهقت [3] وفخرت وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الماء فأطفأها فذلت، ثم إن الماء فخر وزخر وقال: أي شئ يغلبني؟ فخلق الريح فحركت أمواجه وأثارت ما في قعره [4] وحبسته عن مجاريه فذل الماء، ثم إن الريح فخرت وعصفت وأرخت أذيالها [5] وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الانسان فبنى واحتال واتخذ ما يستتر به من الريح وغيرها فذلت الريح، ثم إن الانسان طغى وقال: من أشد مني قوة؟ فخلق الله له الموت فقهره فذل الانسان، ثم إن الموت فخر في نفسه فقال الله عز وجل: لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة و أهل النار ثم لا أحييك أبدا فترجى أو تخاف [6]، وقال: أيضا والحلم يغلب الغضب والرحمة تغلب السخط والصدقة تغلب الخطيئة، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أشبه هذا مما قد يغلب غيره.
130 - عنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)


[1] ماد الشئ يميد ميدا: تحرك.
[2] شمخ شموخا أي ارتفعت، وشمخ بأنفه تكبر.
[3] الزفير: اغتراق النفس للشدة وأيضا أول صوت الحمار والشهيق آخره لان الزفير
ادخال النفس والشهيق اخراجه. وزفر النار: سمع لتوقدها صوت.
[4] أثارت أي هاجت.
[5] عصفت أي اشتدت. وأرخت أي وسعت وفي بعض النسخ [لوحت أذيالها] أي رفعتها و
حركتها تبخترا وتكبرا وهذا من أحسن الاستعارات. (آت)
[6] أي لا أحييك فتكون حياتك رجاءا لأهل النار وخوفا لأهل الجنة وذبح الموت لعل المراد
به ذبح شئ مسمى بهذا الاسم ليعرف الفريقان رفع الموت عنهما على المشاهدة والعيان إن لم نقل
بتجسم الاعراض في تلك النشأة لبعده عن طور العقل. (آت).


نام کتاب : الروضة من الكافي نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 8  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست