نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 4 صفحه : 9
كتب إليه من جواب
مسائله : أنّ علّة الصلاة أنّها إقرار بالربوبيّة للّه عزّ وجلّ ، وخلع الأنداد ،
وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة والخضوع والاعتراف ، والطلب
للإقالة من سالف الذنوب ، ووضع الوجه على الأرض كلّ يوم [١] إعظاماً للّه عزّ وجلّ ، وأن يكون
ذاكراً غير ناسٍ ولا بطرٍ ، ويكون خاشعاً متذلّلاً راغباً ، طالباً للزيادة في
الدين والدنيا ، مع ما فيه من الإِيجاب والمداومة على ذكر الله عزّ وجلّ باللّيل
والنهار لئلاّ ينسى العبد سيّده ومدبّره وخالقه ، فيبطر ويطغى ، ويكون في ذكره
لربّه ، وقيامه بين يديه ، زجراً [٢]
له عن المعاصي ، ومانعاً له عن أنواع الفساد.
[٤٣٨٣] ٨ ـ وعن علي
بن أحمد ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسمائيل البرمكي [١] ، عن علي بن العبّاس ، عن عمر بن عبد
العزيز [٢]
، عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن علّة الصلاة فإنّ فيها مشغلة للناس عن حوائجهم ومتعبة لهم في أبدانهم؟ قال :
فيها علل ، وذلك أنّ الناس لو تركوا بغير تنبيه ولا تذكير [٣] للنبي صلىاللهعليهوآله
بأكثر من الخبر الأوّل وبقاء الكتاب في أيديهم فقط ، لكانوا على ما كان عليه
الأوّلون ، فإنّهم قد كانوا اتّخذوا ديناً ، ووضعوا كتباً ، ودعوا أناساً إلى ما
هم عليه ، وقتلوهم على ذلك ، فدرس أمرهم وذهب حين ذهبوا ، وأراد الله تعالى أن لا
ينسيهم ذكر محمّد صلىاللهعليهوآله
ففرض عليهم الصلاة ، يذكرونه في كلّ يوم خمس مرّات ، ينادون باسمه ، وتعبدوا
بالصلاة وذكر الله لكيلا يغفلوا عنه فينسوه فيدرس ذكره.