نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 4 صفحه : 161
الناس عامّتهم يشتغلون في أوّل النهار بالتجارات
والمعاملات والذهاب في الحوائج وإقامة الأسواق ، فأراد الله أن لا يشغلهم عن طلب
معاشهم ومصلحة دنياهم ، وليس يقدر الخلق كلّهم على قيام الليل ولا يشعرون به ولا
ينتبهون لوقته لو كان واجباً ولا يمكنهم ذلك ، فخفّف الله عنهم ولم يكلّفهم ولم
يجعلها في أشدّ الأوقات عليهم ، ولكن جعلها في أخفّ الأوقات عليهم كما قال الله
عزّ وجلّ : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )[٦].
[٤٨٠١] ١٢ ـ الحسن
بن محمّد الطوسي في ( المجالس ) بإسنادٍ تقدّم [١]
في كيفيّة الوضوء قال : لمّا ولّى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام محمّد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له
كتاباً وأمره أن يقرأه على أهل مصر ويعمل بما وصّاه فيه ـ وذكر الكتاب بطوله إلى
أن قال ـ وانظر إلى صلاتك ، كيف هي؟ فإنّك إمام لقومك ، أن تتمّها ولا تخفّفها
فليس من إمام يصلّي بقوم يكون في صلاتهم نقصان إلاّ كان عليه ، لا ينقص من صلاتهم
شيء ، وتمّمها وتَحفّظ فيها يكن لك مثل أجورهم ، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ،
ثمّ ارتقب وقت الصلاة فصلّها لوقتها ، ولا تعجّل بها قبله لفراغ ، ولا تؤخّرها عنه
لشغل ، فإنّ رجلاً سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن أوقات الصلاة؟ فقال : أتاني جبرئيل عليهالسلام
فأراني وقت الصلاة حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن ، ثمّ أراني وقت العصر
فكان ظلّ كلّ شيء مثله ، ثمّ صلّى المغرب حين غربت الشمس ، ثمّ صلّى العشاء الآخرة
حين غاب الشفق ، ثمّ صلّى الصبح فأغلس بها والنجوم مشتبكة ، فصلّ لهذه الأوقات ،
والزم السنّة المعروفة والطريق الواضح ، ثمّ أنظر ركوعك وسجودك ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان أتمّ الناس صلاة ، وأخفّهم عملاً
فيها ، واعلم أنّ كلّ شيء من عملك تبع لصلاتك ، فمن ضيّع الصلاة فإنّه لغيرها أضيع.