نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 27 صفحه : 53
الحكم فيها من وجهين
: إمّا أن يكون نصّاً ، أو دليلاً ، وإذا رأينا الحادثة قد عدم نصّها فزعنا
، أي : رجعنا إلى الاستدال عليها بأشباهها ونظائرها ، لأنّا متى لم نفزع
إلى ذلك أخليناها من أن يكون لها حكم ، ولا يجوز أن يبطل حكم الله في حادثة
من الحوادث ، لأنَّه يقول سبحانه : (مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ)[٢]
ولما رأينا الحكم لا يخلو والحادث [٣]
لا ينفك من الحكم التمسناه من النظائر لكيلا تخلوا الحادثة من الحكم بالنص أو بالاستدلال وهذا جائز عندنا.
قالوا : وقد رأينا [٤] الله تعالى قاس في كتابه بالتشبيه
والتمثيل ، فقال : (خَلَقَ الإِنسَانَ مِن
صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ)[٥] فشبه الشيء
بأقرب الأشياء له شبهاً.
قالوا : وقد رأينا النبيَّ ( صلّى الله
عليه وآله ) استعمل الرأي والقياس بقوله : للمرأة الخثعميّة حين سألته عن
حجّها عن أبيها ، فقال : أرأيت لو كان على أبيك دين لكنت تقضينه عنه ؟ فقد
أفتاها بشيء لم تسأل عنه ، وقوله ( صلّى الله عليه وآله ) لمعاذ بن جبل حين
أرسله إلى اليمن : أرأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة ، لم تجد لها في كتاب
الله أثراً ولا في السنّة ، ما أنت صانع ؟ قال : أستعمل رأيي فيها ، فقال :
الحمد لله الذي وفّق رسول الله إلى ما يرضيه ، قالوا : وقد استعمل الرأي
والقياس كثير من الصحابة ، ونحن على آثارهم مقتدون ، ولهم احتجاج كثير في
مثل هذا ، فقد كذبوا على الله تعالى في قولهم : إنه احتاج إلى القياس ،
وكذبوا على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذ قالوا عنه ما لم يقل من
الجواب المستحيل.
فنقول لهم ردّاً عليهم : إنَّ اُصول
أحكام العبادات [٦]
وما يحدث في