نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 27 صفحه : 36
جهلاً ، ولم يكل أمره
إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولكنه أرسل رسولاً
من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحبّ ، ونهاهم عمّا يكره ،
فقصَّ عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبيائه وأصفياءه من
الأنبياء والأصفياء [٢] ـ إلى أن قال :
ـ ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة ، ثمَّ قال : فمن اعتصم بالفضل
انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله ، وأهل استنباط علمه
في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله ، وجعل الجهّال ولاة
أمر الله والمتكلّفين بغير هدى من الله ، وزعموا أنّهم أهل استنباط علم
الله ، فقد كذبوا على الله ورسوله ، ورغبوا عن وصيّه وطاعته ، ولم يضعوا
فضل الله حيث وضعه الله ، فضلّوا وأضلّوا أتباعهم ، ولم يكن لهم حجّة يوم
القيامة ـ إلى أن قال : ـ في قوله تعالى : (فَإِن
يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا
بِكَافِرِينَ)[٣]
فإنه وكّل بالفضل من أهل بيته والإِخوان والذرّية ، وهو قوله تعالى : إن
يكفر به اُمّتك فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الّذي أرسلتك به لا يكفرون به
أبداً ، ولا أضيع الإِيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء
أُمّتك ، وولاة أمري بعدك ، وأهل استنباط العلم ، الّذي ليس فيه كذب ، ولا
إثم ، ولا زور ، ولا بطر ، ولا رئاء ـ إلى أن قال : ـ فاعتبروا أيّها الناس
فيما قلت ، حيث وضع الله ولايته ، وطاعته ، ومودّته ، واستنباط علمه ،
وحججه ، فإياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم الحجّة يوم
القيامة وطريق ربّكم جلَّ وعز ، ( لا تصل ولاية الله ) [٤]
إلاّ بهم ، فمن فعل ذلك كان حقّاً على الله أن يكرمه ولا يعذّبه ، ومن يأت
الله بغير ما أمره كان حقّاً على الله أن يذلّه ، وأن يعذّبه [٥].
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن
محمّد بن إبراهيم بن إسحاق