نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 15 صفحه : 96
براياتهم ويكتنفونها
، ويصيرون [٢]
حفافيها وورائها وأمامها ، ولا يضيعونها لا يتأخرون عنها فيسلموها ، ولا
يتقدمون عليها فيفردوها ، رحم الله امرءاً واسى
أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه فيكتسب بذلك
اللاّئمة ، ويأتي بدناءة وكيف لا يكون كذلك وهو يقاتل الاثنين ، وهذا ممسك
يده قد خلّى قرنه على أخيه هارباً منه ينظر إليه وهذا فمن يفعله يمقته الله
، فلا تتعرضوا لمقت الله فإنّ ممركم إلى الله ، وقد قال الله عز وجل : (قُل لَّن يَنفَعَكُمُ
الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ المَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ
تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)[٣] وأيم الله
لئن فررتم من سيوف العاجلة لا تسلمون من سيف الآجلة ، فاستعينوا بالصبر
والصدق ، فإنّما ينزل النصر بعد الصبر فجاهدوا في الله حق جهاده ، ولا قوة
إلاّ بالله.
[ ٢٠٠٥٨ ] ٤ ـ قال :
وفي كلام آخر له ( عليه السلام ) : وإذا لقيتم هؤلاء القوم غداً فلا
تقاتلوهم حتى يقاتلوكم ، فإن بدأوكم فانهدوا إليهم وعليكم السكينة والوقار ،
وعضّوا على الأضراس فإنه أنبى للسيوف عن الهام ، وغضوا الأبصار ، ومدوا
جباه الخيول ، ووجوه الرجال ، وأقلّوا الكلام فإنّه أطرد للفشل ، وأذهب
للويل ووطّنوا أنفسكم على المبارزة والمنازلة والمجاولة وأثبتوا واذكروا
الله كثيراً ، فإنّ المانع للذمار عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ الذين
يحفون براياتهم ، ويضربون حافتيها وأمامها ، وإذا حملتم فافعلوا فعل رجل
واحد ، وعليكم بالتحامي ، فإن الحرب سجال لا يشتدّن عليكم كرة بعد فرة ،
ولا حملة بعد جولة ، ومن ألقى إليكم السلم فاقبلوا منه ، واستعينوا بالصبر ،
فإنّ بعد الصبر النصر من الله عز وجل إن الأرض لله يورثها من يشاء من
عباده والعاقبة للمتقين.