نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 15 صفحه : 95
وصفين ، ويوم النهر
، يقول : عباد الله اتّقوا الله وغضوا الابصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا
الكلام ، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجاولة والمبارزة والمناضلة
والمنابذة والمعانقة والمكادمة ، [١]
، وأثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلّكم تفلحون ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين.
[ ٢٠٠٥٧ ] ٣ ـ قال :
ـ وفي حديث مالك بن أعين ـ قال : حرض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس
بصفين فقال : إن الله عزّوجلّ قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ،
وتشفى بكم على الخير الإِيمان بالله ، والجهاد في سبيل الله ، وجعل ثوابه
مغفرة للذنب ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، وقال جلّ وعزّ : (إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)[١]
فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا الدارع ، وأخّروا الحاسر ، وعضوا على
النواجد ، فإنّه أنبى للسيوف عن الهام ، والتووا على أطراف الرماح ، فإنّه
أمور للأسنّة ، وغضّوا الأبصار فإنّه أربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، وأميتوا
الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، وأولى بالوقار ، ولا تميلوا براياتكم ولا
تزيلوها ولا تجعلوها إلاّ مع شجعانكم فإنّ المانع للذمار والصابر عند نزول
الحقائق هم أهل الحفاظ ، ولا تمثلوا بقتيل ، واذا وصلتم إلى رحال القوم فلا
تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما
وجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أُمراءكم
وصلحاءكم فإنهنّ ناقصات القوى والانفس والعقول ، وقد كنّا نؤمر بالكف عنهن
وهنّ مشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها وعقبه من بعده ،
واعلموا أنّ أهل الحفاظ هم الذين يحتفون
__________________
[١] المكادمة :
العض بأدنى الفم ، وكذلك إذا أثرت فيه بحديدة ( الصحاح ـ كدم ـ ٥ : ٢٠١٩ ).