نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 11 صفحه : 214
حضر المدينة وأهل
العوالي والأَعراب ، فاجتمعوا فحجّ [٣]
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّما كانوا تابعين ينتظرون ما
يؤمرون به فيتبعونه ، أو يصنع شيئاً فيصنعونه ، فخرج رسول الله ( صلّى الله
عليه وآله ) في أربع بقين من ذي القعدة ، فلمّا انتهى إلى ذي الحليفة
فزالت الشمس اغتسل ، ثمّ خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه
الظهر ، وعزم [٤]
بالحجّ مفرداً ، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأوّل فصفّ الناس
له سماطين ، فلبّى بالحجّ مفرداً ، وساق الهدي ستّاً وستّين بدنة أو أربعاً
وستّين ، حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجّة فطاف بالبيت سبعة
أشواط ، وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم ، ثمّ عاد إلى الحجر فاستلمه ، وقد
كان استلمه في أوّل طوافه ثمّ قال : إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فابدأ
بما بدأ الله به ، وإنّ المسلمين كانوا يظنّون أنّ السعي بين الصفا
والمروة شيء صنعه المشركون ، فانزل الله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا
وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا )[٥]
ثمّ أتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا
مقدار ما تقرأ سورة البقرة مترسلاً ، ثمّ انحدر إلى المروة فوقف عليها كما
وقف على الصفا [٦]
حتى فرغ من سعيه ، ثم أتى جبرئيل وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن
يحلّوا إلّا سائق هدي ، فقال رجل : أنحل ولم نفرغ من مناسكنا ؟ فقال : نعم ،
فلمّا وقف رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بالمروة بعد فراغه من السعي
أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هذا جبرئيل ـ
وأومأ بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحلّ ولو استقبلت
من أمري