responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميزان الحكمة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 4  صفحه : 3189
غيرك ؟ مانرى أحدا يصدقك بالذي تقول، وذلك في أول مادعاهم وهو يومئذ بمكة، قالوا: ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم، فأتنا بمن يشهد أنك رسول الله ؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (الله بيني وبينكم...) * الآية [1]. تبيين: يمكن أن نتصور شهادة الله تعالى على نبوة الأنبياء عن طريقين: أ - الشهادة القولية. ب - الشهادة العملية. والشهادة القولية يمكن أن تكون على لونين: 1 - الوحي والإلهام: يمكن لله تعالى أن يعلن للناس عن نبوة شخص ما، ويقدم الشهادة على نبوته بواسطة الوحي والإلهام، غير أن الاستعانة بهذا الطريق تكون في دائرة الإمكان حينما يتوفر الناس على استعداد تلقي الوحي والإلهام. وبعبارة اخرى: إن الإشكال ليس من جهة المرسل، بل من جهة المستقبل، فإذا كان المستقبل - الذي هو الناس - قادرا على تلقي كلام الله أمكن أن يرسل الله تعالى لهم نداءه بصدد نبوة نبيه، وبشكل مباشر. ويستفاد من القرآن الكريم أن الله تعالى استخدم هذا الاسلوب بصدد نبوة بعض الأنبياء، كما هو الحال بالنسبة لنبوة عيسى لدى الحواريين، حيث يقول: * (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون) * [2]. 2 - المعجزة القولية: يختص الطريق الأول

[1] البحار: 18 / 234 / 76.
[2] سورة المائدة: 111.باولئك النفر الذين استبعدوا حجب المعرفة القلبية، وأمكنهم الارتباط بالمصدر عن طريق القلب بغية أن يتوفروا على حقائق المعرفة. غير أن الطريق الثاني طريق عام، يعني يمكن بواسطة هذا الطريق أن تستعين عامة الناس الذين ليست لديهم القدرة على المعرفة القلبية. وهذا الطريق عبارة عن أن الله تعالى يشهد على نبوة نبيه بواسطة مقال معجز بذاته، يعني أن عامة الناس تفهم بوضوح أن هذا الكلام ليس كلاما بشريا، وأن الإنسان مهما ارتقى في مدارج العلم والثقافة والأدب لا يقدر أن يأتي بمثل هذا الحديث. أما الشهادة العملية فيمكن أن تكون على لونين أيضا: 1 - المعجزة: وهي عبارة عن فعل يدل على ارتباط مدعي النبوة بالله تعالى، ومن هنا يعبر القرآن الكريم عن هذا الفعل بالآية والبينة، نظير إلقاء العصا وإحياء الموتى. على هذا الأساس فإذا توفر مدعي النبوة على معجزة فهي - أي المعجزة - شهادة عملية من قبل الله تعالى على صدق المدعي. 2 - التقرير: إذا افترضنا أن شخصا قدم نفسه للناس بوصفه ممثلا لشخصية ما، وألقى على الناس في حضور تلك الشخصية بيانا يدعي فيه أنه من قبلها، والتزمت تلك الشخصية الصمت دون عذر، فمثل هذا السكوت والصمت تقرير

نام کتاب : ميزان الحكمة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 4  صفحه : 3189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست