و روى الكلينيّ هذا الخبر[1]
بإسناد فيه ضعف عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه
السّلام أقرأني عليّ بن مهزيار كتاب أبيك عليه السّلام فيما أوجبه- الحديث.
و
منه يظهر مرجع ضمير «اليه» في رواية الشّيخ له مضافا إلى أنّ الاشارة بكتاب أبيه
إلى الكتاب الّذي سبق في رواية عليّ بن مهزيار، و هو من أبي جعفر عليه السّلام،
فيكون المراد في هذا أبا الحسن الهادي عليه السّلام. و لا يخفى ما في ذلك من
الشّهادة البيّنة بما أسلفناه في مقدّمة الكتاب من أنّ الموجب لمثل هذا الاضمار
غفلة المقتطع للأخبار المنتزع لها من مواضعها عن رعاية ما يجب و إبقائه لها على
صورتها الّتي كانت عليها قبل الاقتطاع، و هو بعيد عن الصّواب جدّا فكأنّ عليّ بن
مهزيار كان قد حكى عن أبي الحسن الهادي عليه السّلام أشياء قبل هذا الحديث فاقتصر
في ذكره بعد ذلك على الضّمير و انتزعه الشّيخ من محلّه بصورته، و هكذا القول في
حديث عليّ بن مهزيار السّابق فإنّ مرجع ضمير المكتوب إليه من أبي جعفر عليه
السّلام فيه غير معلوم فالتّأدية على غير ما ينبغي و إن استغني فيه عن معرفة
المرجع.
و
العجب بعد وقوع هذا من الشّيخ كيف يغفل عنه و يردّ بمثله بعض الأخبار إذا اضطرّ
إلى ذلك قائلا: إنّ المراد من الضّمير غير معلوم. و كنت أظنّ اختصاص هذا
بالمتأخّرين لعدم اطّلاعهم على سبب الاضمار فيتنبّهون منه لتحقيق الحال و ذلك
مظنّة العذر. ثمّ إنّي وقفت في كلام الشّيخ على الرّدبه في غير موضع و هذا هو
العجب.
و
بإسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب
إبراهيم بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام