الماء أكثر من راوية لم ينجّسه
شيء تفسّخ فيه أو لم يتفسّخ إلّا أن يجيء له ريح يغلب على ريح الماء[1].
قلت:
هكذا أورد الشّيخ هذا الحديث في الاستبصار، و هو مرويّ في الكافي أيضا، لكن بينهما
اختلاف في الإسناد، و هذه صورة ما في الكافي:
«عليّ
بن إبراهيم، عن أبيه؛ و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حمّاد بن
عيسى، عن حريز، عن زرارة، قال: إذا كان الماء- الحديث». و الاعتبار يساعد على
ترجيح ما في الكافي من عدم توسيط ابن أبي عمير بين إبراهيم بن هاشم، و حمّاد بن
عيسى، لأنّه غير معهود، و أمّا التصريح بإسناد الحديث إلى أبي جعفر عليه السّلام؛
فكأنّ الشّيخ عرفه من غير الكافي، مع أنّ بعض نسخ الاستبصار خالية منه. هذا، و يجب
أن يحمل الأكثر من الرّاوية في هذا الخبر على ما يبلغ أحد المقادير [الثلاثة]
المذكورة في الأخبار السالفة جمعا.
«باب
حكم الماء، اذا تغير بالنجاسة في ريحه و طعمه»
صحى
محمّد بن الحسن، عن محمّد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه، عن
أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد؛ و عبد الرّحمن
بن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه عليه
السّلام قال: كلّما غلب الماء على ريح الجيفة فتوضّأ من الماء و اشرب، فإذا تغيّر
الماء و تغيّر الطعم فلا توضّأ منه و لا تشرب[2].
قلت:
هكذا روى الشّيخ هذا الخبر في كتابيه، و رواه الكلينيّ بإسناد حسن، عن حريز، عمّن
أخبره، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، و هو موجب لنوع ريبة و لعلّ حريزا رواه على
الوجهين، أو الإرسال و هم لعدم صحّة طريقه.
ن
محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد- هو ابن
عثمان-، عن الحلبيّ- يعني عبيد اللّه بن عليّ-، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في
الماء الآجن: يتوضّأ منه إلّا أن تجد ماء غيره فتنزّه منه.