فيها على ذكر المصنّفين، و بيان
الطّرق إلى رواية كتبهم. هذا؛
و
من الشّواهد على ما قلناه، أنّك تراهم في كتب الرّجال يذكرون عن جمع من الأعيان،
أنّهم كانوا يروون عن الضعفاء، و ذلك على سبيل الإنكار عليهم و إن كانوا لا
يعدّونه طعنا فيهم؛ فلو لم تكن الرّواية عن الضعفاء من خصوصيّات من ذكرت عنه لم
يكن للإنكار وجه؛ و لو لا وقوع الرّواية من بعض الأجلّاء عمّن هو مشهور بالضعف
لكان الاعتبار يقتضي عدّ رواية من هو معروف بالثّقة و الفضل و جلالة القدر عمّن هو
مجهول الحال ظاهرا من جملة القرائن القويّة على انتفاء الفسق عنه. و وقفت للكشّيّ
على كلام في شأن محمّد بن سنان، يشير إلى ما ذكرته من قيام القرينة برواية
الأجّلاء، و ذلك بعد إيراده لجملة من الحكايات عنه.
منها
ما حكاه عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان أنّه قال: «لاأحلّ لكم أن
ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي مادمت حيّا» و أذن في الرّواية بعد موته، فوصله
بهذه الحكاية، و صورته هكذا: قال أبو عمرو: «و قد روى عنه الفضل و أبوه و يونس؛ و
محمّد بن عيسى العبيديّ؛ و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ و الحسن و الحسن ابنا
سعيد الأهوازيّان، و أيّوب بن نوح؛ و غيرهم من العدول و الثقات من أهل العلم».
و
ذكر النّجاشيّ، أنّ جعفر بن محمّد بن مالك بن عيسى بن سابور كان ضعيفا في الحديث؛
ثمّ قال: و لا أدري كيف روى عنه شيخنا النّبيل الثّقة أبو عليّ بن همّام، و شيخنا
الجليل الثّقة أبو غالب الزّراريّ- رحمهما اللّه-».
اذا
تقرر ذلك فاعلم أنّ من هذا الباب رواية الشّيخ عن أبي الحسين ابن أبي جيّد، فإنّه
غير مذكور في كتب الرّجال، و الشّيخ- رحمه اللّه- يؤثر الرّواية عنه غالبا، لأنّه
أدرك محمّد بن الحسن بن الوليد- على ما يفيده كلام الشّيخ- فهو يروي عنه بغير
واسطة، و المفيد و جماعة إنّما يروون عنه بالواسطة، فطريق ابن أبي جيّد أعلى؛ و
للنّجاشيّ أيضا عنه رواية كثيرة، مع