السّلام من بعيد و يسمعونهم في
مواضع آثارهم من قريب[1].
باب
الصلاة عن الميت و الصوم و الحج و الصدقة و العتق
صحى:
محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن يعقوب بن يزيد،
عن محمّد بن أبي عمير؛ و صفوان بن يحيى، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللّه
عليه السّلام: يصلّى عن الميّت؟ فقال: نعم حتّى أنّه
[1] هنا شبهة مشهورة و هى ما ورد بأن نوح عليه السّلام
نقل تابوتا فيه عظام آدم عليه السّلام من الماء أو من سرنديب الى الغرى، و كذا
موسى عليه السّلام نقل عظام يوسف عليه السّلام من شاطى نيل مصر الى بيت المقدس، و
كذا رأس الحسين عليه السّلام نقل من كربلا الى الكوفة و منها الى الشام و فى قول
الى المدينة و من الشام الى النجف أو كربلا، و أن بعض أهل الكتاب كان يأخذ عظم نبى
من الانبياء عليهم السلام بيده و يستسقى و كان باذن اللّه ينزل المطر حتى أخذ منه
ذلك العظم فما نزل بعد ذلك باستسقائه، و قد نطقت الاحاديث بتلك الوقائع، و وجه
بامكان العود بعد تلك الايام و لا يخفى ما فيه و منافاته لذيل الخبر، و احتمل الفيض-
رحمه اللّه- فى الوافى بأن يكون المراد باللحم و العظم المرفوعين المثاليين منهما
أعنى البرزخيين و ذلك لعدم تعلقهم بهذه الاجساد العنصرية فكأنهم و هم بعد فى
جلابيب من أبدانهم قد نفضوها و تجردوا عنها فضلا عما بعد وفاتهم، و الدليل على ذلك
من الحديث قولهم عليهم السلام« ان اللّه خلق أرواح شيعتنا مما خلق منه أبداننا»
فأبدانهم عليهم السلام ليست الا تلك الاجساد اللطيفة المثالية، و أما العنصرية
فكأنها أبدان الابدان،- و أيد قوله بما تقدم من اخراج نوح تابوت آدم عليهما السلام
و غيره مما تقدم، ثم قال:- فلو لا أن الاجسام العنصرية منهم تبقى فى الارض لما كان
لاستخراج العظام و نقلها من موضع الى آخر بعد سنين مديدة معنى. و انما يبلغونهم من
بعيد السلام لانهم فى الارض و هم عليهم السلام فى السماء- الخ.
و قيل: لعل صدور أمثال هذا الخبر
لنوع مصلحة تورية لقطع اطماع الخوارج و بني امية و أضرابهم بالنبش، و اللّه يعلم.
و الخبر فى التهذيب الثانى من زيادات المزار.