المؤمن إذا أتاه الزّائر أنس
به. فإذا انصرف عنه استوحش؟ فقال: لا يستوحش[1].
قلت:
وجه الجمع بين هذا الخبر و السّابق حمل الاستيحاش المثبت هناك على نوع من المجاز،
و إرادة الحقيقة من المنفيّ، أو حمل الأوّل على الزّائر الّذي يعرفه الميّت و له
به اختصاص، و الثّاني على غيره، أو نحو ذلك من التّأويل المناسب للمقام[2].
باب
زيارة الميت أهله
ن:
محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختريّ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ المؤمن ليزور أهله، فيرى ما
يحبّ و يستر عنه ما يكره، و إنّ الكافر يزور أهله فيرى ما يكره و يستر عنه ما
يحبّ، قال: و فيهم من يزور كلّ جمعة، و منهم من يزور على قدر عمله[3].
و
روى الصّدوق زيارة المؤمن بطريق غير نقيّ[5]،
و زيارة الكافر بإسناده عن حفص بن البختريّ[6].
و صورة إسناد الأوّل و متنه هكذا: «أبي- رضي اللّه عنه- عن عبد اللّه بن جعفر
الحميريّ، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، أنّه سأل أبا
الحسن الأوّل عليه السّلام عن المؤمن يزور