بالنّظر
إلى أهمّيّة هذا الأثر القيّم النّفيس عزم معهد جماعة المدرّسين بالحوزة العلميّة
بنشره خدمة للدّين و إحياء لما نمّقته يراعة علمائنا الماضين- رضوان اللّه تعالى
عليهم أجمعين-، فتفحّص عن نسخه المخطوطة الموجودة في المكتبات أوّلا، و جمع جملة
منها أو فتوغرافيها على قدر ما تيسّر له، ثمّ رأى أن يقلّد تصحيحه و مقابلته و
تحقيق نصوصه و تخريج أحاديثه- من مصادره الأربعة الّتي عليها تدور رحى الكتاب-
الفاضل النّبيل «الميرزا على اكبر الغفارى» حيّاه اللّه و بيّاه، فلبّى- مع كثرة
أشغاله- ذاك الطّلب و بذل وسعه الميسور في ترصيف الكتاب و تبريزه على الوجه الّذي
تراه مزدانا بالتّعاليق و التّقدمة و الفهرس، فللّه درّه و على اللّه برّه.
و
ناهيكم اليوم بالجزء الأوّل من أجزائه الثّلاثة، و ستصدر بقيّة الأجزاء متوالية إن
شاء اللّه تعالى.
و
لدى المعهد كتب قيّمة و صحائف مطهّرة مكرّمة اخرى سوف ينشرها خدمة للحنيفيّة
البيضاء و تربية للجيل الغابر من أبناء المسلمين و ليعرفوا ما في ماضيهم من حسنات،
و يتنبّهوا لما في حاضرهم من احتفاظ مآثرهم من عقبات.