و ما كان فيه عن وهب بن
وهب فقد رويته عن أبي؛ و محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنهما- عن سعد بن عبد اللّه،
عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختريّ وهب بن وهب القاضي القرشيّ[2].
[بيان الطريق إلى أبي
خديجة سالم بن مكرم الجمّال]
و ما كان فيه عن أبي
خديجة سالم بن مكرم الجمّال فقد رويته عن محمّد بن علي ماجيلويه- رحمه اللّه- عن
عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ،
[1]. درست- بضم الدال و الراء المهملتين و سكون
السين المهملة و آخره تاء مثناة فوقية- ابن أبي منصور- محمد- الواسطى، كان من
أصحاب أبي عبد اللّه و أبى الحسن موسى عليهما السلام، واقفى و لم يوثق، و له كتاب،
و الطريق إليه صحيح.
[2]. وهب بن وهب أبو البخترى ضعيف جدّا و له قصّة
مع يحيى بن عبد اللّه بن الحسن و الرّشيد و ذلك على ما يستفاد من مقاتل الطالبيين
أن الرشيد كتب مع الفضل بن يحيى أمانا ليحيى بن عبد اللّه و أشهد عليه شهودا و بعث
به مع الفضل إليه و هو بخراسان و جعل الامان على نسختين إحداهما مع يحيى و الأخرى
معه، فدخل يحيى بغداد بأمانه و أجازه الرشيد بجوائز سنية و أقام يحيى ببغداد مدّة
و في نفس الرشيد الحيلة على يحيى و التفرّغ له و طلب العلل عليه و على أصحابه الى
أن دعاه يوما و جمع الفقهاء و فيهم الشيباني و الحسن ابن زياد اللؤلؤى، و وهب بن
وهب أبو البخترى هذا، فجمعوا في مجلس و خرج اليهم مسرور الكبير بالامان، فبدأ
الشيباني فنظر فيه، فقال: هذا أمان مؤكّد لا حيلة فيه، فصاح عليه مسرور و قال:
هاته، فأخذ منه و دفعه الى اللّؤلؤى فنظر فيه فقال بصوت ضعيف: هو أمان، و استلبه
أبو البخترى هذا و قال: هذا باطل منتقض قد شق عصا الطاعة و سفك الدم فاقتله و دمه
في عنقى؛ فدخل مسرور الى الرشيد فأخبره ففرح الرشيد بذلك و أمر أبا البخترى وهب بن
وهب بخرق الأمان فخرقه و هو يرتعد حتّى صيره سيورا و قال له الرشيد: يا مبارك يا
مبارك فوهب له ألف ألف و ستمائة ألف و ولاه القضاء، و صرف الآخرين و منع الشيباني
من الفتيا مدّة طويلة و أمر بأخذ يحيى و حبسه و بعد أيّام بقتله- انتهى ما أردنا
نقله- و نقلنا ذلك ليتضح صحة قول النجاشيّ فيه:« كان كذّابا و له أحاديث مع الرشيد
في الكذب».
و قال سعد: تزوّج أبو عبد اللّه
بامّه، و كان قاضيا عاميّا إلّا أن له أحاديث عن جعفر بن محمّد كلها لا يوثّق بها،
و له كتب رواه السندى بن محمّد، أقول: الطريق إليه صحيح، و كأنّ ما نقله المصنّف
عنه في هذا الكتاب كان موافقا للاخبار الصحيحة فلذلك اعتمد.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 4 صفحه : 478