[1].« ارْجِعُونِ» إما في قوّة تكرير« ارجع» و
قد تقدم الكلام فيه، أو يكون لتعظيم المخاطب.
[2]. فيه دلالة على أنهم لم يكونوا من عبدة
الاوثان فان الشفاعة لا تكون للمشرك لان اللّه سبحانه« لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ
بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ»*
[3]. قال المصنّف- رحمه اللّه- في الخصال( ص 27
باب الاثنين) قد اختلف الروايات في الذبيح فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل لكن إسحاق
لما ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحه فكان يصبر لامر اللّه و
يسلم له كصبر أخيه و تسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم اللّه عزّ و جلّ ذلك
من قلبه فسمّاه بين الملائكة ذبيحا لتمنيه لذلك- انتهى. أقول:
على هذا فالمراد بالذبيحين
إسماعيل و إسحاق أحدهما ذبيح بالحقيقة و الآخر ذبيح بالمجاز مع أن كليهما لم يذبحا
بعد و تقدم فيه كلام ج 3 ص 89 و الاشكال بأن إسحاق كان عمّا له دون أب ممنوع لان
اطلاق الأب على العمّ شايع و في رواية سليمان بن مهران عن الصادق عليه السلام في
قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله« أنا ابن الذبيحين» يريد بذلك العم لان قد سمّاه
اللّه عزّ و جلّ أبا في قوله« أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ
الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي--
قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ
إِسْحاقَ». و كان إسماعيل عم يعقوب فسمّاه اللّه في هذه الموضع أبا و قد
قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله« العم والد» فعلى هذا الأصل أيضا يطرد قول
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله« أنا ابن الذبيحين» أحدهما ذبيح بالحقيقة و الآخر
ذبيح بالمجاز.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 4 صفحه : 368