[1]. قيل: لعل المدعوّ و المجيب الملك الموكل
بالريح و لعلّ نقله عليه السلام حكم سليمان( ع) لإسكاتهم لا لأنّه حجّة. و كيف كان
الخبر مرفوع و مرويّ في التهذيب بنحو أبسط بدون ذكر المأمون و الفقهاء بسند ضعيف.
[2]. قال في المسالك: الرواية ضعيفة بالرجال و
الإرسال و ان كان عمل بمضمونها الشيخ في النهاية و أتباعه و لذلك اختار المحقق التفصيل
بأنّه ان كان ضربه بما ليس له الاقتصاص به كالعصا لم يكن الاقتصاص حتّى يقتص منه
الجانى أو الدية و ان كان قد ضربه بما هو كالسيف كان له قتله من غير قصاص عليه في
الجرح لانه استحق عليه ازهاق نفسه و ما فعله من الجرح مباح له لانه جرحه بما له
فعله و المباح لا يستعقب الضمان، و يمكن حمل الرواية عليه.
[3]. لا نشكّ في أن الوصية متّصلة من لدن آدم عليه
السلام إلى آخر الأوصياء عليهم السلام-- لكن مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخيّ
بترى عامىّ يقال له: ابن دوال دوز، و المخالفون اختلفوا في شأنه فبعضهم رفعوه فوق
مقامه و بجّلوه و قالوا:« ما علم مقاتل بن سليمان في علم الناس الا كالبحر الاخضر
في سائر البحور» و بعضهم كذّبوه و هجروه و رموه بالتجسيم ففى تهذيب التهذيب
للعسقلانى عن أحمد بن سيّار المروزى قال: مقاتل بن سليمان متهم متروك الحديث مهجور
القول، سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:« أخبرنى حمزة بن عمير أن خارجة مرّ بمقاتل و
هو يحدث الناس فقال: حدّثنا أبو النضر- يعنى الكلبى- قال:
فمررت عليه مع الكلبى فقال
الكلبى: و اللّه ما حدّثته قطّ بهذا، ثمّ دنا منه فقال: يا أبا الحسن أنا أبو
النضر و ما حدثتك بهذا قط، فقال مقاتل: اسكت يا أبا النضر فانّ تزيين الحديث لنا
انما هو بالرجال» و فيه قال أبو اليمان: قام مقاتل فقال: سلوني عمّا دون العرش
حتّى أخبركم به، فقال له يوسف السمتى: من حلق رأس آدم أول ما حج؟ قال: لا أدرى، و
فيه أيضا عن العباس بن الوليد عن أبيه قال: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان
يحدّثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر، فقلت بأيّها آخذ؟ قال: بأيّها شئت، و قال ابن
معين انه ليس بثقة، و قال عمرو بن على: متروك الحديث كذّاب، و قال ابن سعد: أصحاب
الحديث يتقون حديثه و ينكرونه، و قال النسائى: كذّاب و في موضع آخر: الكذابون
المعروفون بوضع الحديث على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أربعة و عدّ منهم
مقاتل بن سليمان، و قال البرقي في رجاله: انه عامّى، و عنونه العلامة في الضعفاء و
عدّه من أصحاب الباقر عليه السلام و قال: بترى، ثمّ اعلم أن هذا الخبر رواه
المصنّف بسند صحيح عن مقاتل في كمال الدين و تمام النعمة ص 212 طبع مكتبتنا.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 4 صفحه : 174