[1]. معنى ترك الدنيا للآخرة هو ترك الإتيان بما
يجب من تحصيل الرزق، و ترك التزويج الذي هو من السنة، و الرهبانية و أمثال ذلك كما
فعله عاصم بن زياد أخو العلاء بن زياد و نهاه أمير المؤمنين عليه السلام و زجره و
قد حكى اللّه تعالى لنبيه قوم موسى حيث قالوا لقارون« وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ
اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا»
[2]. لعل المصنّف- رحمه اللّه- حمل هذا الحديث على
العمل في الدنيا أي اجتهد في تحصيل الدنيا و زراعتها و عمارتها كاجتهاد من يعيش
فيها أبدا، و ربما يحمل الحديث على ترك العمل للدنيا فان من يعيش أبدا لا يلزم
عليه التعجيل في السعى و يمكنه التسويف و التأخير لوسعة وقته فيكون المراد أنّه
أخر عمل دنياك كشخص له وقت وسيع للعمل.( سلطان).