[1]. لان هؤلاء غير أولئك، أو لانّهم لا يعملون
بشرائط الذّمة، و هو أظهر معنى، و الأول لفظا( م ت) و قال سلطان العلماء: أى أهل
الذمّة في هذا العصر فانهم أولاد أهل الذمّة في عصر الرّسول صلّى اللّه عليه و
آله، و لعلّ المراد بهذا الكلام أن الذمّة التي أعطاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله لما كانت مخصوصة بأعيان تلك الاشخاص فلا ينفع في ذمّة أولادهم فلا بدّ لهم
من ذمّة اخرى من امام العصر، و لما لم يكن فلا ذمّة لهم. و قال الفاضل التفرشى:
قوله« الا على الفطرة» أي على فطرة الإسلام و خلقته أي المولود خلق في نفسه على الخلقة
الصحيحة التي لو خلى و طبعه كان مسلما صحيح الاعتقاد و الافعال و انّما يعرض له
الفساد من خارج فصيرورته يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا انما هي من قبل أبويه غالبا
لأنّهما أشدّ الناس اختلاطا و تربية له، و لعلّ وجه انتفاء ذمّتهم أن ذمّة رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم تشملهم بل أعطاهم الذمّة بسبب أن لا يفسدوا اعتقاد
أولادهم ليحتاجوا الى الذمّة. و لم يعطوا الذّمة من قبل الأوصياء عليهم السلام
لعدم تمكّنهم في تصرّفات الإمامة و انما يعطوها من قبل من ليس له تلك الولاية فإذا
ظهر الحق و قام القائم عليه السلام لم يقروا على ذلك و لا يقبل منهم الا الإسلام.
و أخذ الجزية منهم في هذا الزمان من قبيل أخذ الخراج من الأرض، و المنع عن التعرض
لهم باعتبار الأمان، و أمّا قوله في حديث زرارة الآتي« ذلك الى الامام» فمعناه أنه
إذا كان متمكنا و يرى المصلحة في أخذ الجزية منهم كما وقع في زمان رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و هو لا ينافى انتفاء الذمّة عنهم اليوم. أقول: قوله« و لا يقبل
منهم الا الإسلام» رجم بالغيب مبتن على الوهم.