[2]. قال في الدروس: يستحب للنافر في الأخير
التحصيب تأسيا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو النزول بمسجد الحصبة
بالابطح الذي نزل به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يستريح فيه قليلا و
يستلقى على قفاه، و روى« أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله صلى فيه الظهرين و
العشاءين و هجع هجعة ثمّ دخل مكّة و طاف، و ليس من سنن الحجّ و مناسكه و انما هو
فعل مستحبّ اقتداء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
[3]. كذا، و قال في منتقى الجمان: هاتان الكلمتان
من الغريب و لم أقف لهما على تفسير في شيء ممّا يحضرنى من كتب اللّغة- انتهى، و
احتمل المولى المجلسيّ- رحمه اللّه- تصحيفهما و قال: فى بعض كتب العامّة« دون حائط
حرمان» و ذكر أنّه كان هناك بستان، و مسجد الحصباء كان قريبا منه و هو أظهر. أقول:
يخطر بالبال ان المراد بهذا الكلام الإشارة الى حدود الحصبة و الضمير المذكر
باعتبار المسجد و الصواب« حائط حرمان» كما استظهره و يؤيده ما حكى عن الازرقى أنّه
قال:« ان حدّ المحصب من الحجون مصعدا في الشق الايسر و أنت ذاهب الى منى الى حائط
حرمان مرتفعا عن بطن الوادى».
و قال العلّامة المجلسيّ: ذكر الشيخ
في المصباح و غيره« أن التحصيب النزول في مسجد الحصبة». و هذا المسجد غير معروف
الآن بل الظاهر اندراسه من قرب زمان الشيخ كما اعترف به جماعة منهم ابن إدريس حيث
قال: ليس من المسجد أثر الآن.
[4]. مأخوذ من قوله تعالى:« ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ» أى ليزيلوا وسخهم بقص الشارب و الاظفار، و نتف الابط، و في
الصحاح: التفث في المناسك: ما كان من نحو قصّ الاظفار و-- الشارب و حلق الرأس و
العانة و رمى الجمار و نحر البدن و أشباه ذلك، و قال أبو عبيدة: و لم يجئ فيه شعر
يحتج به- انتهى. و في النهاية« التفث» و هو ما يفعله المحرم بالحج إذا حل كقص
الشارب و الاظفار و نتف الابط و حلق العانة، و قيل: هو اذهاب الشعث و الدرن و
الوسخ مطلقا- انتهى. و في المغرب: التفث الوسخ و الشعث و منه رجل تفث- بكسر الفاء-
أى مغبر شعث لم يدهن و لم يستحد عن ابن شميل، و قضاء التفث قضاء ازالته بقص الشارب
و الاظفار. و في المصباح بعد ذكر نحو ممّا مر و قيل: هو استباحة ما حرم عليهم
بالاحرام بعد التحلل. و في تفسير التبيان: التفث مناسك الحجّ من الوقوف و الطواف و
السعى و رمى الجمار و الحلق بعد الاحرام من الميقات، و قال ابن عبّاس و ابن عمر:
التفث جميع المناسك و قيل: التفث قشف الاحرام و قضاؤه بحلق الرأس و الاغتسال و
نحوه، و قال الازهرى: لا يعرف التفث في لغة العرب الامن قول ابن عبّاس- انتهى،
أقول: جميع ما ذكر يرجع الى تطهير الظاهر و الباطن جميعا كما يأتي في روايات الباب
و بهذا الوجه يجمع بين الاخبار.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 2 صفحه : 483