responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 516

مَا بِحَضْرَتِكُمْ‌[1] وَ لَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْقَلِيلِ وَ لَا تَسْأَلُوا مِنْهَا فَوْقَ الْكَفَافِ وَ ارْضَوْا مِنْهَا بِالْيَسِيرِ وَ لَا تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْهَا إِلَى مَا مُتِّعَ الْمُتْرَفُونَ بِهِ‌[2] وَ اسْتَهِينُوا بِهَا وَ لَا تُوَطِّنُوهَا وَ أَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيهَا[3] وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّنَعُّمَ وَ التَّلَهِّيَ وَ الْفَاكِهَاتِ‌[4] فَإِنَّ فِي ذَلِكَ غَفْلَةً وَ اغْتِرَاراً أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَتْ وَ احْلَوْلَتْ‌[5] وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ أَلَا وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ وَ آذَنَتْ بِاطِّلَاعٍ‌[6] أَلَا وَ إِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَ السِّبَاقَ غَداً أَلَا وَ إِنَّ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَ الْغَايَةَ النَّارُ[7] أَلَا فَلَا تَائِبٌ‌


[1]. أي بالاعمال الصالحة أي كونوا بحيث إذا ارتحلتم يكون معكم أحسن الاعمال، و قوله عليه السلام« يرحمكم اللّه» جملة دعائية معترضة.

[2]. المترف- بفتح الراء- المتنعم الموسع في ملاذ الدنيا و شهواتها.( الوافي).

[3]. في الصحاح: أضرّ بى فلان أي دنا منى دنوا شديدا فمعنى« أضروا بانفسكم» ادنوا منها دنوا شديدا و التفتوا إليها التفاتا عظيما لئلا يصدر عنها ما كان فيه هلاككم.( مراد).

[4]. الفكاهة- بالضم-: المزاح.

[5]. احلولت افعيعال من الحلول أي انقضت، و الايذان الاعلام و المراد سرعة تصرف الدنيا و تطرق النقص و الفناء الى متاعها. و الوداع بالكسر أو بفتح الواو اسم من التوديع.

[6]. في الصحاح: رحلت البعير أرحله رحلا إذا شددت على ظهره الرحل، و فيه رحل فلان و ارتحل و ترحل بمعنى، و الاسم الرحيل. و رحيل الآخرة استعارة من رحل الركب الذين يصلون عن قريب( مراد) و الاطلاع الاشراف من مكان عال، و المقبل الى الانحدار أحرى بالوصول.

[7]. المضمار: مدة تضمير الفرس و موضعه أيضا و هو أن تعلفه حتّى يسمن ثمّ ترده الى القوت و ذلك في أربعين يوما، و السباق: المسابقة و ليس جمعا للسبقة بالضم أي الذي يسبق إليه كما توهم. و السبقة- بضم السين و سكون الموحدة- الخطر أي المال الذي يوضع بين أهل السباق. و قوله« و الغاية النار» أي منتهى سعى العصاة إليها.

و قال السيّد الرضيّ- رحمه اللّه- في قوله عليه السلام« ان السبقة الجنة و الغاية النار»:

خالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين، و لم يقل: السبقة النار كما قال« السبقة الجنة» لان الاستباق انما يكون الى أمر محبوب و غرض مطلوب و هذه صفة الجنة و ليس هذا المعنى-- موجودا في النار- نعوذ باللّه منها- فلم يجز أن يقول و السبقة النار بل قال: و الغاية النار، لان الغاية ينتهى إليها من لا يسره الانتهاء، و من يسره ذلك فصلح أن يعبر بها عن الامرين معا فهي في هذا الموضع كالمصير و المآل قال اللّه تعالى:« قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ»

نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست