[1]. قال السمهودى في وفاء الوفاء: ان« عير» بفتح
العين و سكون الياء جبل قرب ذى الحليفة في جنوبى المدينة المكرمة و« وعيرة» بفتح
الواو و آخرها هاء جبل في غربى أحد و هو شمال المدينة المشرفة. ا ه. و قال استاذنا
الشعرانى- مدّ ظلّه- بعد نقل هذا الكلام:
« لما كان ذرع المسافة بين رأس
الجبلين أو مسقط حجرهما غير ممكن اعتبر( ص) الظل و انما قال:« فيء و عير» لان
ظلّها قبل الزوال يكون شمالا أو غربا وراء الجبل حيث لا يراه من هو في جانب
المدينة و الانسب أن يعتبر الفيء أول ظهوره بعد الزوال لا عند الغروب اذ يصير
فيء الجبل قريب الغروب طويلا جدا بحيث لا يشخص منتهاه، و أما« ظل عير» فالمناسب
أن يراد به ظل وقت الزوال لان هذا الجبل في جنوبى المدينة المشرفة و الجانب
الشمالى منه يواجه البلد و ظلّه عند الزوال الى سمت البلد و يتمكن الواقف عنده من
تعيين رأس الظل و المساحة و أمّا عند الطلوع فالظل طويل الى جانب المغرب الى غير
النهاية و لا يتشخص، و بالجملة فالمسافة المذكورة في الحديث من الشمال الى الجنوب
بريد أربعة فراسخ، و المدنيّ يرى من البلد شرّفه اللّه تعالى ظلّ عير في جميع
حالاته من طلوع الشمس الى غروبها و الجبل في الجنوب الشرقى و فيء و عير بعد
الزوال فقط حين يظهر من مشرق الجبل، و أمّا و عير و أحد و ثور فجميعها من الشمال
فأحد معروف و ثور جبل صغير غير مشهور و هو غربى أحد وعيرة غربى ثور و لذا ورد في
أحاديث العامّة بين عير و ثور و في بعضها بين عير و أحد و مفاد الجميع مع ما ورد
بين عير و وعير واحد.
و قال المولى المجلسيّ- رحمه
اللّه-: الظاهر أنهما جبلان بالمدينة و المشهور عاير و وعير فعلى تقدير التعدّد
يمكن أن يكون المراد بظل عير ظله قريبا من طلوع الشمس و يكون قريبا من فرسخين، و
كذا فيء و عير قريبا من الغروب و يتصلان فيكون أربعة فراسخ، و على تقدير الوحدة
يكون كل واحد من ظله و فيئه فرسخين، و في نسخة« ما بين ظل عير الى وعير» لكن في
الكافي كالاول« ظل عير الى فيء وعير» و في نسخة منه« عاير» بدل« عير». انتهى.
و قال الفاضل التفرشى: يفهم من
الحديث أن و عيرا أيضا جبل بالمدينة و لعله مصغر الوعر، و الظل معروف و قد يطلق
على ما يبقى من ظل الشاخص بعد تنقصه عند وصول الشمس الى دائرة نصف النهار و يسمى
الظل الأول أيضا و هو المراد بالظل هنا و ما يزيد عليه أو يحدث بعد-- انعدامه هو
الظل الثاني و يسمى فيئا و لكن الفيء يزيد شيئا فشيئا و لم يتبين من الحديث أنه
متى يعتبر و لا يبعد أن يعتبر عند ما يساوى الظل- انتهى.
و قال الأستاد: قوله« هو المراد
هنا» صحيح على ما قلنا من معنى الحديث، و كون جبل عير في جهة الجنوب من المدينة
المشرفة، و أمّا ما ذكره من تقدير الفيء فلم نعلم وجهه و الصحيح ما ذكرناه أولا،
و يجب أخذ كل شيء من أهله و السمهودى من أهل هذا البلد الشريف و عالم باخباره و
تاريخه و يظهر به معنى الحديث من غير تكلف.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 448