[1]. المشهور بين الاصحاب حرمة اخراج الحصى من
المسجد و وجوب الرد إليه أو الى غيره.( م ت).
[2]. و استثنى منه مسجد الحرام و مسجد الرسول( ص)
زادهما اللّه شرفا و تعظيما فليس للجنب و الحائض الاجتياز فيهما.
[3]. روى المؤلّف في آخر كتاب الوقف، و الشيخ في
التهذيب ج 2 ص 376 عن العباس بن عامر عن أبي الصحارى عن أبي عبد اللّه عليه السلام
قال:« قلت له: رجل اشترى دارا فبقيت عرصة فبناها بيت غلّة أتوقف على المسجد؟ فقال:
ان المجوس أوقفوا على بيت النار». و المحكى عن الشهيد- رحمه اللّه- أنه قال في
الذكرى: يستحبّ الوقف على المساجد بل هو من أعظم المثوبات لتوقف بقاء عمارتها عليه
التي هي من أعظم مراد الشارع، ثمّ ذكر- رحمه اللّه- خبر أبى الصحارى و قال: أجاب
عنه بعض الاصحاب بان الرواية مرسلة، و بامكان الحمل على ما هو محرّم فيها كالزخرفة
و التصوير- انتهى.
أقول: قوله- قدّس سرّه-:« يستحب
الوقف على المساجد» ليس له دليل شرعى الا العمومات و لا تشمله بعد ورود المنع، و
أمّا توقّف بقائها عليه فغير معلوم فانّ المساجد التي ليس لها موقوف في عصرنا هذا
كلّها عامرة بل أشدّ عمرانا من المساجد التي لها موقوفات، و ان سلّمنا ليس هو دليل
شرعى يؤخذ به بل هو من قبيل الاستحسانات. و أمّا ارسال السند فمدفوع لان طريق
الصدوق الى العباس بن عامر القصبانى معلوم في المشيخة، و أمّا الحمل على ما هو
محرّم فيها فلا وجه له.
و قال الفيض- رحمه اللّه-«
المستفاد من الخبر تعليل المنع بالتشبّه بالمجوس و لعل الأصل فيه خفة مئونة
المساجد و عدم افتقارها الى الوقف إذا بنيت كما ينبغي، و انما افتقرت اليه للتعدى
عن حدها».
و قال المولى المجلسيّ- رحمه
اللّه-:« عبارة الخبر محتمل للجواز بأن يكون المراد-- أنه إذا كان المجوس أوقفوا
عن بيت النار الباطل فانهم أولى بأن يوقفوا على المسجد الحق» أقول: هذا الاحتمال
في غاية البعد كما ترى. و الحق أن عبارة الخبر لا تدلّ على النهى التحريمى بل غاية
ما يستفاد منه الكراهة و وجهها معلوم عند ذوى البصائر، فان المسجد إذا لم يكن له
موقوف لا مطمع لا حدّ فيه و لا يتّخذ دكانا يتنازع في امامته و توليته و غير ذلك،
و قال سلطان العلماء:« يحتمل أن يكون مراده بالسؤال عن الوقوف على المساجد وقف
الاولاد عليها للخدمة و جوابه عليه السلام و التعليل بان المجوس أوقفوا على بيوت
النار يشعران بهذا الحمل و ما في القاموس من« وقف يقف وقوفا أي دام قائما، و
النصرانى وقّيفى- بكسر القاف المشددة كخلّيقى-: خدم البيعة» يعضده كما لا يخفى على
من له ذوق سليم» انتهى. و هو كما ترى مخالف لصريح الخبر الذي نقلناه عن العباس بن
عامر.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 238