responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك سفينة البحار نویسنده : النمازي، الشيخ علي    جلد : 8  صفحه : 287
أقول: قال في المجمع: قال بعض الأعلام: الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد، ويسمى العلم بالأحكام فقها، والفقيه الذي علم ذلك واهتدى به إلى استنباط ما خفي عليه. إنتهى. وفي الحديث: من حفظ على امتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما. قال بعض الشارحين: ليس المراد به الفقه بمعنى الفهم، فإنه لا يناسب المقام، ولا العلم بالأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية، فإنه مستحدث، بل المراد البصيرة في أمر الدين. والفقيه أكثر ما يأتي في الحديث بهذا المعنى، فالفقيه هو صاحب البصيرة وإليها أشار (عليه السلام) بقوله: لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، وحتى يرى للقرآن وجوها كثيرة، ثم يقبل على نفسه فيكون لها أشد مقتا. ثم قال: هذه البصيرة إما موهبية - وهي التي دعا بها النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) حين أرسله إلى اليمن حيث قال: اللهم فقهه في الدين - أو كسبية، وهي التي أشار إليها أمير المومنين (عليه السلام) حيث قال لولده الحسن (عليه السلام): وتفقه يا بني في الدين. إنتهى كلامه. ولا يخفى أن ما أراده من معنى الفقه لا يخلو من غموض. ولعل المراد منه علم الشريعة كما نبه عليه الجوهري، فيكون المعنى في من حفظ على امتي أربعين حديثا فيما يحتاجون إليه في أمر دينهم، وإن لم يكن فقيها عالما بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما داخلا في زمرة الفقهاء، وثوابه كثوابهم بمجرد حفظ تلك الأحاديث، وإن لم يتفقه في معانيها. قال ابن الجوزي في نقد العلماء في تلبيس إبليس على الفقهاء: كان الفقهاء في قديم الزمان هم أهل القرآن والحديث فما زال الأمر يتناقص حتى قال المتأخرون: يكفينا أن نعرف آيات الأحكام من القرآن، وأن نعتمد على الكتب المشهورة في الحديث كسنن أبي داود ونحوها، ثم أهونوا بهذا الأمر أيضا وصار أحدهم يحتج بآية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري أصحيح هو أم لا، وربما اعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح ولا يعلم لقلة التفاته إلى معرفة النقل،


نام کتاب : مستدرك سفينة البحار نویسنده : النمازي، الشيخ علي    جلد : 8  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست