responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك سفينة البحار نویسنده : النمازي، الشيخ علي    جلد : 6  صفحه : 537
ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه [1]. أقول: قد ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قيل له في قوله تعالى: * (فلينظر الإنسان إلى طعامه) * ما طعامه ؟ قال: علمه الذي يأخذه، عمن يأخذه. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مالي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح، ليبصروا ما يدخلون بطونهم، ولا يهتمون بغذاء النفس، بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم، ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب، في إعتقاداتهم وأعمالهم ! وعن دعوات الراوندي قال الحسن بن علي (عليه السلام): عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله، فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه. إلى غير ذلك. فينبغي لأهل العلم الإجتناب عن الأخذ من كلمات المبدعين والمعاندين ومخالفي الأئمة الطاهرين، فإن فيما ورد عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم غنى ومندوحة عن الرجوع إلى زبرهم وملفقاتهم ومواعظهم، فإنك إن غمرت في تيار بحار الأخبار، لاتجد حقا صدر عن القوم إلا وفيها ما يشير إليه، بل رأينا كثيرا من الكلمات التي تنسب إليهم هي مما سرقوها من معادن الحكمة ونسبوها إلى أنفسهم أو مشايخهم، كما عرفت ذلك في " سمع "، وحكى عن أبي يعلي الجعفري أنه قال في أول كتاب النزهة: أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: إذا سمعت كلمة حكمة فاعزها إلى أمير المؤمنين - يعني نفسه - فإنه أحق بها وأولى من قائلها. بل ورد النهي عن الإستعانة بهم فعن مشكاة الأنوار لسبط الطبرسي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال لجابر: يا جابر ! ولا تستعن بعدو لنا حاجة ولا تستطعمه، ولا تسأله شربة، أما إنه ليخلد في النار فيمر به المؤمن فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا ؟ فيستحي منه فيستنقذه من النار، هذا حال طعام الأجساد فكيف بقوت الأرواح.

[1] ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 239، وج 17 / 207، وجديد ج 78 / 339.

نام کتاب : مستدرك سفينة البحار نویسنده : النمازي، الشيخ علي    جلد : 6  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست