نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 7 صفحه : 501
يقوم على رأسه ملائكة ، بيد كلّ ملك كأس من ماء
الكوثر وكأس من الخمر ، يسقون روحه حتى تذهب سكرته ومرارته ، ويبشّرونه
بالبشارة العظمى ، ويقولون له : طبت وطاب مثواك ، إنّك تقدم على العزيز
الكريم ، الحبيب القريب ، فتطير الرّوح من أيدي الملائكة ، فتصعد إلى الله
تعالى ، في أسرع من طرفة عين ، ولا يبقى حجاب ولا ستر بينها وبين الله
تعالى ، والله عزّ وجلّ إليها مشتاق ، ويجلس على عين عند العرش ، ثم يقال
لها : كيف تركت الدّنيا ؟ فيقول : إلهي وعزّتك وجلالك ، لا علم لي بالدّنيا
، أنا منذ خلقتني خائف منك ، فيقول الله : صدقت عبدي ، كنت بجسدك في
الدّنيا ، وروحك معي ، فأنت بعيني سرّك وعلانيتك ، سل أُعطك ، وتمن عليّ
فأُكرمك ، هذه جنّتي مباح فتسيح [١]
فيها ، وهذا جواري فأسكنه ، فتقول الرّوح : إلهي عرفتني نفسك ، فاستغنيت
بها عن جميع خلقك ، وعزّتك وجلالك ، لو كان رضاك في أن اقطّع إربا إربا ،
وأُقتل سبعين قتلة ، بأشدّ ما يقتل به الناس ، لكان رضاك أحبّ اليّ ، كيف
أُعجب بنفسي ؟ وأنا ذليل إن لم تكرمني ، وأنا مغلوب إن لم تنصرني ، وأنا
ضعيف إن لم تقوّني ، وأنا ميّت إن لم تحيني بذكرك ، ولولا سترك لافتضحت
أوّل مرّة عصيتك ، إلهي كيف لا اطلب رضاك ؟ وقد أكملت عقلي حتى عرفتك ،
وعرفت الحقّ من الباطل ، والأمر من النهي ، والعلم من الجهل ، والنّور من
الظّلمة ، فقال الله عزّ وجلّ : وعزّتي وجلالي ، لا أحجب بيني وبينك في وقت
من الأوقات ، كذلك افعل باحبّائي » .
[
٨٧٤٤ ]١١ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ الله تعالى ، جعل حسنات بني آدم بعشرة