نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 4 صفحه : 66
المسجد ، إذ صعد المؤذّن المنارة ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وبكينا ببكائه ، فلمّا
فرغ المؤذن.
قال : أتدرون
ما يقول المؤذن؟ قلنا : الله ورسوله ووصيّه اعلم ،
فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ،
فلقوله ، الله أكبر معان كثيرة :
منها : ان قول
المؤذن الله أكبر ، يقع على قدمه ، وأزليّته ،
وأبديّته ، وعلمه ، وقوّته ، وقدرته ، وحلمه ، وكرمه ، وجوده ،
وعطائه ، وكبريائه ، فإذا قال المؤذن : الله أكبر فإنه يقول : الله الذي له
الخلق والامر ، وبمشيته كان الخلق ، ومنه كان كلّ شيء للخلق ، وإليه
يرجع الخلق ، وهو الأول قبل كلّ شيءلم يزل ، والآخر بعد كلّ شيء
لا يزال ، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك ، والباطن دون كلّ شيء لا
يحدّ ، فهو الباقي ، وكلّ شيء دونه فان.
والمعنى الثاني
: الله أكبر ، أي العليم الخبير ، علم ما كان ، وما
يكون قبل أن يكون.
والثالث : الله
أكبر : أي القادر على كلّ شيء ، يقدر على ما يشاء ،
القوي لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوي لذاته ، وقدرته قائمة على
الأشياء كلّها ، إذا قضى امراً فإنّما يقول له : كن ، فيكون.
والرابع : الله
أكبر على معنى حلمه ، وكرمه ، يحلم كأنه لا يعلم ،
ويصفح كأنّه لا يرى ، ويستر كأنه لا يعصى ، ولا يعجل بالعقوبة
كرما ، وصفحا ، وحلما.
والوجه الآخر
في معنى الله أكبر : أي الجواد ، جزيل العطاء ،
كريم الفعال.
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 4 صفحه : 66